مهم جداً أن تُستغل الإجازات الصيفية لإفادة الشباب بدلاً من الفراغ والملل والانصراف إلى قضائها فيما يضر... فالشباب طاقات هائلة يجب أن تستثمر في تأهيلهم فكرياً وثقافياً ودينياً وجسدياً ومهارياً من خلال إقامة المعسكرات الصيفية لاحتوائهم داخلها وصياغتهم صياغة وطنية، قومية، إنسانية. وجميل أن تتنبه قيادة الدولة (رئاسة، وحكومة) إلى أهمية المعسكرات الشبابية الصيفية، وإناطة مهمة إقامتها بالمؤسسات المعنيّة كوزارتي الشباب والتربية وغيرهما من المؤسسات المعنية بأي مجال من مجالات الشباب.. وإقامة مثل هذه المعسكرات الشبابية التي شرعت المحافظات في الإعداد لها، وهي ليست المرة الأولى، حيث سبق وأقيمت المعسكرات الشبابية لسنوات مضت، لكن للأسف الشديد لم نستفد أبداً من تجاربنا، وتجدنا وقد وقعنا في نفس السلبيات الماضية، وهي سلبيات تصل إلى حد الفشل رغم الاعتمادات المالية الكبيرة، التي تشغل اهتمام ونشاط القائمين على المعسكرات أكثر مما تشغلهم المعسكرات وتواجد الشباب في المراكز الصيفية من عدمه. إن إقامة مراكز صيفية شبابية تحتاج إلى استراتيجية متكاملة واضحة الأهداف والغايات، وتصنف الشباب إلى ذكور وإناث، وإلى فئات عمرية مختلفة، فلكل نوع من الشباب ذكوراً وإناثاً اهتماماته واحتياجاته واستعداداته، كما أن لكل فئة عمرية من الشباب اهتماماتها، وحاجياتها واستعداداتها.. ولا يمكن أن يتم جمع الشباب من الفئات العمرية المختلفة في مركز واحد، فلكل فئة عمرية ونوع من الشباب - كما قلت - اهتمامات وحاجيات واستعدادات، وهو ما يدعو إلى أن تتنوع المراكز وبرامجها بحسب النوع وبحسب الفئة العمرية، ويجب أن تكون البرامج مليئة بالنشاطات اليومية المختلفة، ولابد أن تكون مؤهلة بالكوادر والإمكانات اللازمة لإدارة المراكز فنياً ورياضياً، وفكرياً، وثقافياً، وتسلية وترفيهاً، وخبرات، وتجارب يجب أن يكتسبها الشباب حسب النوع والعمر.. إن من المهم أن توجد برامج مجدولة زمنياً على مدار اليوم، وعلى مدار فترة المركز الشبابي، بحيث لا يحس أو يشعر الشباب بالفراغ أو الملل.. وليس بالضرورة أن تكون المراكز الصيفية محاضرات فقط، فالشباب بحاجة إلى ممارسة الفنون الجميلة، الموسيقى، الرياضة، النحت، ودروس التقوية، والرحلات، والزيارات التاريخية الأثرية والسياحية، وإلى ممارسة العديد من الأنشطة الحرة وتعلم مهارات حياتية تنفعهم في قابل أيامهم.. وكل ذلك بحاجة إلى توافر الإمكانات والكوادر المؤهلة وذات الخبرة في إدارة وقيادة الشباب.. ودون ذلك .. فاعذروني إن قلتُ إن النتائج ستكون عكسية.