من يتابع الأحداث العظيمة التي تجرى فوق أرض فلسطين يخيل إليه أنه أمام صراع وجود لا جدال فيه، فالقنابل والقذائف والصواريخ تتدحرج، والكرات على ملاعب الفريق الفلسطيني الصامد ليس لها حدود أو نوعية ولا تمييز بين التسلل وغيره، المهم تسجيل الأهداف غير الإنسانية في هذا المرمى الصامد.وعندما تتأمل المشهد بكل غليانه ترى أن اللاعب الفلسطيني يقابل فريقاً مضاعفاً من لاعبي الجنود الصهاينة، وخير دليل على ذلك معركة المقبرة التي جرت في نابلس، إذ لم يتمكن العدو الصهيوني بكل قواته المحمولة والمنقولة أن يقتحم مقبرة الأحياء وليس الأموات، لأن من فيها كان حياً وصامداً ومقاتلاً، ولم يتم الاقتحام إلا بعد أن هددت القوى الغاشمة بتدمير كل المقبرة، حينها اضطر هذا المناضل أن يخرج خوفاً منه على إيقاظ الأموات من جانب وتدنيس حرمتهم من جانب آخر، ناهيك عما يجرى في أرض الصمود والتحدي الحقيقي «غزة»، فالقصف مستمر ليل نهار والصمود لا ينقطع ولا يتوقف والمقاومة مستمرة بقدر المستطاع والموجود. في ذات الوقت نسمع أصواتا هنا وهناك تنادي بتسليم الجندي المأسور وليس المخطوف كما تدعي بعض القوى العمياء لأنه قد تمت السيطرة عليه في معركة حامية في غزة ولم يكن نائماً أو موجوداً في بيئة كما حدث لمعظم معتقلينا ومناضلينا. إننا نناشد العالم بأسره أن ينظر بعين العدالة إلى قضية شعبنا المناضل، الذي يحاول جاهداً أن يصنع تاريخه المعاصر، وينتزع حريته الكاملة من براثن هذا العدو الاستيطاني الهمجي البربري، وأن يميز ويتأكد بين المعتدي والمعتدى عليه. إن شعبنا الصابر المجاهد لن تلين له قناة ولن تنكسر له شوكة مهما كلفه ذلك من ثمن، والنصر قريب بإذن الله. - نائب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين