الأربعاء , 6 سبتمبر 2006 م في بيوت التجارة الكبرى توجد دوائر للإعلان عن هذه السلعة أو تلك، وفي أمريكا تنفق المؤسسات الصناعية مئات الملايين من الدولارات للترويج السلعي، وعجبت أن تذاع الاعلانات في أول نشرات الأخبار ووسطها ونهايتها، ولايرى الرئىس بوش حرجاً إن تقدمت الببسي كولا أو الماكدونالد الأخبار قبله، ليس ذلك وحسب ولكن إن قطع الخبر الذي هو عنه إعلان «الميراندا» أو الكورن فليكس» .. إلخ .. أما عجبي الأكبر فهو أن الامريكيين يصدقون هذه الاعلانات، بل لايمكن أن تنفق السلعة إلا بالدعاية والاعلان، ولذلك فإن شركات الاعلانات تعد من كبريات رؤوس الأموال وأصبح لها أسهم في شركات عملاقة كالبوينج، في أمريكا والروزرايس في بريطانيا والإرباص في فرنسا. ولربما كانت الدعاية امراً يتعلق بالفطرة البشرية لأن الانسان خائف بطبعه، يحتاج لتشجيع، وتزكية، ولذلك حرم الإسلام شهادة الزور، وأباح الترويج الدعائي بحق.. وفي تراثنا العربي الأدبي أمثلة كثيرة، كذلك الذي يحكى انه كان له خمر كثيرة ذات لون أسود كسد سوقها، فشكى لصديقه الشاعر الذي فطن لهذه الحيلة الشعرية التي صرفت الناسك المتعبد الذي كان شمر للصلاة ثيابه، فرأى امرأة ذات خمار أسود صرفته عن الصلاة فلما سمعت النساء هذا الشعر، انصرفن لشراء هذه الخُمُر، فنفقت بعد كساد!! وإذا كان هذا التاجر، أو هذا الذي يملك أي شيء جيد من أي نوع قادراً على ترويج بضاعته فَلِمَ لايفعل ؟.. إن كثيراً من المواقف تاريخية ووطنية جديرة بالإذاعة والاعلان، ليس من باب الترويج ولكن إضافة إلى ذلك لتكون قدوة يحتذي العاملون حذوها، فينجزوا مثلها أو أفضل منها.. بالأمس كنت مع بعض الاصدقاء فتذاكرنا بعض الأمور التي تهم الوطن اليمني في الوقت الحاضر، وكانت الفكرة، أن بعض الناس لايريدون نشر مواقفهم، ربما أسوة بالصوفية الذين يحرصون على تطبيق الحديث النبوي «ورجل يتصدق بالخير حتى لاتعلم شماله ماأنفقت يمينه» مع ان الظرف يقتضي النشر والاذاعة لماسلف أن أوردناه.