- جاءت المبادرة السعودية بشأن العدوان على لبنان تكملة لجهود فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، ودعوة فخامته لعقد قمة عربية طارئة لبحث الجهد العربي لتعزيز صمود الشعبين اللبناني والفلسطيني واقتدار الأمة لمواجهة التحديات الدولية. - فاليمن استشعر مسئولياته القومية في وقت مبكر للمخاطر المحدقة بالأمة ، وسعى لتوحيد الجهود لمواجهتها .. وجاء سحب دعوة انعقاد القمة حرصاً من اليمن على عدم حدوث انقسام في الصف العربي ، وهو ما كان يتمناه العدو الصهيوني الذي يتربص بدول المنطقة للانقضاض على مقدراتها وتفكيك وحدتها في إطار أطماعه التوسعية متخذاً من إعادة تشكيل الخارطة الدولية ذريعة لتمرير مخططاته التآمرية.من جانبها السعودية أدركت أن المنطقة تعيش حالة وهن سياسي ، ولن تفلح القمة في الخروج بقرارات تلبي تطلعات الشعوب ، وإن وافق القادة العرب على مضض في اتخاذ قرارات تلبي الحد الأدنى من تلك التطلعات إلا أن التنفيذ هو المحك العملي لقدرة العرب على رفض المخططات الصهيونية والضغط على المجتمع الدولي للاضطلاع بمسئولياته في إلزام إسرائيل وقف عدوانها الغاشم على الأشقاء في لبنان وفلسطين ، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتصلة بالنزاع العربي الصهيوني. - اليمن والسعودية أكدتا أن هناك تناغماً وتنسيقاً في مواقف البلدين إزاء السباق المحموم لإجهاض المشروعات الهادفة إلى تعزيز التضامن العربي والنيل من مكانة الأمة ، فسارعتا إلى اتخاذ مواقف جادة ، حيث طالبت اليمن المجتمع الدولي التدخل لوقف العدوان ووقف نزيف الدم العربي ، ودعت الدول العربية إلى السمو فوق الجروح وتناسي الخلافات والانتقال بالصراع من مواجهة فلسطينية لبنانية إسرائيلية إلى مواجهة عربية صهيونية، وبالمقابل قدمت السعودية مبادرة تعزز من المبادرة التي تم إقرارها في قمة بيروت وسميت بالمبادرة العربية للسلام .. وما يميز المبادرة الأخيرة للسعودية تركيزها على تفعيل محادثات السلام بمساراتها الفلسطينية اللبنانية السورية ، وبما يؤدي إلى إيجاد حل شامل وعادل وغير منقوص في المنطقة ، وتضمنت المبادرة سبع نقاط : وقف فوري للعدوان الإسرائيلي ، تأجيل نزع سلاح حزب الله ، استئناف محادثات السلام على جميع المسارات ، بسط سيادة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية ، حسم قضية مزارع شبعا، وتبادل المعتقلين والأسرى بين الطرفين برعاية دولية، دعوة المجتمع المدني لدعم إعمار لبنان. - إذاً المبادرة السعودية تضمنت حلولاً من شأنها تحقيق السلام في المنطقة علاوة على التحرك السعودي لتوضيح أبعاد المبادرة ، وحثت الدول الراعية للسلام إلى دعم جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط.وبالتوازي أقدمت اليمن والسعودية على إرسال معونات إنسانية لإغاثة المتضررين من العدوان ، ودعتا مواطنيها إلى التبرع السخي لأشقائهم في لبنان وفلسطين ، وأقرتا تقديم دعم مادي لإعادة إعمار المناطق المتضررة ، وفي هذا الإطار أعلنت الرياض إنشاء صندوق لإعمار لبنان ، ودعت الدول العربية والمانحين إلى الإسهام في إعادة ما خربته الآلة العسكرية الصهيونية. - لقد ضربتا اليمن والسعودية أروع الأمثلة في نصرة القضايا العادلة للأمة ، وأكدتا حرصهما على تنسيق المواقف إزاء كل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة ، وتضامنها مع الأشقاء في مواجهة العدوان الصهيوني.