لا أدري إلى متى يظل بعض الصحفيين على مرضهم، يحاولون نفث سمومهم على مسيرة البناء والتنمية الجارية في محافظة شبوة ومن المستفيد من تحويل البعض إلى أبواق تنفخ من خلالهم مقاصدها ونواياها الخبيثة، ولماذا هذه الحملة الشعواء التي تفاجئنا بها بعض الصحف بين فترة وأخرى من خلال صحفيين (.....) تتمحور أطروحاتهم وآراؤهم على شن حملة منظمة على قيادة محافظة شبوة وأجهزتها الأمنية المختلفة من خلال إثارة قضايا مفبركة لا تمت للواقع بأية صلة. والمؤلم أن قضايا محافظة شبوة أبرزت لنا ضيق أفق بعض الزملاء الصحفيين وما وصلت إليه أقلامهم من تناقض وتخبط وتهويل لا يخدم مصلحة الوطن ولا يتصل باحتياجات ومتطلبات الناس، وإنما تخدم من ظلوا لسنوات خارج نطاق التغطية عما يحدث في شبوة ونراهم اليوم في مقدمة الصفوف التي تتباكى على أوضاع شبوة، فأين كانوا عندما كانت شبوة تعاني من مشاكل الثأر والتقطع وعدم الاستقرار وبطء التنمية ، وعندما كانت أسواقها لا تخلو من حادث قتل أو اثنين في الأسبوع بسبب قضايا الثأر والاستهتار بالنظام والقانون، أين كانوا عندما كانت القمامة والمخلفات تملأ الشوارع وقضايا الناس تحل عبر البندقية..؟ وعندما جاءت قيادة جديدة للمحافظة مليئة بالطموح والرغبة ونشر الأمن والاستقرار وتسريع وتيرة التنمية والبناء والسعي لحل قضايا الناس وعلى رأسها قضايا الثأر ونشر السلم الاجتماعي وجذب الاستثمار وأشياء كثيرة تحاول جاهدة تحقيقها من أجل مصلحة الناس حتى يأمنوا على أنفسهم وأولادهم ويتطلعوا بتفكيرهم من أجل البناء والنية الصادقة لتطوير المحافظة بعيداً عن القتل والضغناء، تبرز اليوم حملات إثارة الفتن وتشويه وجه الحقيقة بعيداً عن أي موضوع أو مصداقية في الطرح دون أن تكلف أصحابها الحديث حتى عن أي منجز أو إيجابية تحاول قيادة المحافظة تحقيقه للناس البسطاء. لهذا لا تستغرب أن تلاحظ غياب المصداقية في الطرح من بعض كتاب العرائض والمقالات من بعض من يعتقدوا أنهم المخولون للحديث عن أبناء المحافظة وتقييم أوضاعهم حسب فكرهم ووجهة نظرهم، وأنهم المحللون السياسيون المفترض الأخذ بكل ما يقولونه عبر صحيفة نكن لها الاحترام، مع العلم أنهم أبعد ما يكونون عن مشاكل الناس وقضاياهم وهمومهم وتطلعاته. واليوم لم أرَ إلا البعض ممن يحترم قلمه ويتحدث بإنصاف لتقييم الوضع في شبوة كان يتحدث عن ارتياح الناس لاختفاء المظاهر المسلحة في شبوة، وارتياحهم للجهود المبذولة من أجل إعادة المظهر اللائق للمحافظة، والاهتمام بتسريع وتيرة العمل في المشاريع المتعثرة أو غيرها من الخطوات التي يعرفها المواطن في شبوة الأبية كما يعرفها بعض الزملاء ممن قادوا حملة التحريض من خلال كتاباتهم الساخرة التي تهاجم قيادة محافظة شبوة منذ أول شهر تمارس فيه مهامها في المحافظة إلى اليوم، مما يؤكد أن القضية أكبر من مجرد وجهة نظر يحاول صاحبها ترويجها من خلال مقال أو اثنين. ومع إنني ولا أحتاج أن أقسم لأحد لم أكن مدافعاً أو متحدثاً باسم قيادة محافظة شبوة أو أي شخص فيها، إلا أن الشيء الذي يحز في النفس أن نشاهد اليوم كتّاباً وصل بهم الحقد والمرض إلى درجة تشويه سمعة الناس ومحاولة إصابتهم بالإحباط وابتزازهم من أجل قضايا شخصية ضيقة بعيدة عن قضايا الناس وهمومهم. والأدهى من تلك المحاولات الدؤوبة لنشر الحقد والتحريض على الفتنة ظانين أن الناس سينخدعون بما يحاول البعض جرهم إليه، ولم يستوعبوا إلى اليوم أن الناس أصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً مما مضى، وأكثر حرصاً على مد أيديهم إلى كل يد تحاول بناء المحافظة وإخراجها إلى حيز التطور، ولن يصدقوا كلمات وألفاظاً مريضة تفرق ولا تجمع، وتنشر الحقد والكراهية في أوساط أبناء البلد الواحد لهذا لا غريب أن نشاهد شبوة ورجالها وأهلها الأشاوس هم في مقدمة الصفوف للبناء والعمران، كما كانوا وما زالوا في مقدمة الصفوف التي دافعت عن الوحدة الوطنية ضد المرتزقة، وهم أول من أدانوا واستنكروا الاعتداء على السياح وحاربوا كل ما يسيء إلى قيم ومبادئ المجتمع اليمني الأصيلة، ولم تؤثر عليهم الدعايات والمكايدات والفتن التي يحاول إثارتها أصحاب النفوس المريضة والمصالح الضيقة، ولم تخدعهم ألفاظ وسموم يحاول البعض بثها من خلال كتاباتهم التي تدل على ما تحمله نفوسهم من مرض وعقولهم من سقم. ودعونا نعرض بعضهم ومنها على سبيل المثال: «لن يخضعوا لفلان أو علان أو لمحاولات كسر الإرادة والاعتزاز بالنفس لدى أبناء شبوة»، وألفاظ مريضة تذكرنا بما يمارسه الصهاينة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.. ومفردات أخرى يستخدمها كاتب آخر يستنكر ما يتعرض له أبناء شبوة من ظلم وتعسف ونهب حقوقهم من قبل أشخاص أو جهات من محافظات أخرى، وجملة أخرى يقول فيها الكاتب الفلتة: «في شبوة محافظ زاجي يعتقد أنه سيذل رجالها ويخمد مطالبهم ويكمم أفواههم بالقوة متجاهلاً أنها محافظة عصية علي الاستعمار وعلى هيمنة وجبروت الاشتراكي».. وألفاظ واهية وغير أخلاقية لا تمت بأية صلة للرسالة السامية للصحافة في المجتمع وتكشف عن مقاصد وغايات مريضة بعيداً عن النقد أو حتى عن حقائق يلمسها الناس في الواقع. من هنا لا بد أن يعرف البعض من زملاء المهنة أن الصحافة رسالة وأمانة تجاه الضمير وتجاه الله، ومن العيب أن يتحول الصحفي الى دوشان أو طرزان يشرشح بفلان أو زعطان لمصلحة شخصية، ويستغل مساحة خصصتها له صحيفة ما ليبث من خلالها سموماً بعيدة عن رسالة الصحافة ودورها في إظهار الحق وإنصاف المظلوم، والحديث من زاوية مناطقية مريضة تحاول هدم كل مقومات الأخلاق والمحبة بين الناس، فهناك أمور كثيرة تحل وتناقش عبر قنوات رسمية وقضائية حددها القانون والدستور ومن العيب أن يستغل البعض مساحة أو حيزاً في صحيفة معينة ليفرد عضلاته على الآخرين ويتفنن في سرد الأكاذيب وانتقاء الجمل والعبارات، التي تبث سموم الحقد والفرقة في المجتمع حتى يقال أنه كاتب محنك وأنه أحمر عين ويستطيع أن يرضخ أي مسؤول لابتزازه أو أنه يحب منطقته ويدافع عن قضايا محافظته وغيرها من الأكاذيب، وهو أبعد ما يكون عن ملامسة هموم الناس ولا يذكرهم إلا عندما يقول عنهم إنهم يرفضون الرضوخ والانصياع والهيمنة متناسياً هذا الطفل أن الشعب اليمني من حرض حتى المهرة شعب أبي يرفض الانصياع لأي شخص مهما كان ويرفض أن يزايد أحد على قيمه ورجولته، ويرفض كذلك الكذب والدجل المتاجرة بقضاياه، فالشعب اليمني في كل شبر من الوطن شعب عظيم وصنديد شعب صادق أصيل يعرف الفرق بين الصدق والمزايدات ومحاولات نشر المناطقية والقبلية الممقوتة بعد أن منّ الله عليه بالأمن والاستقرار والتوحد والبناء والعمران والتنمية. وما أريد أن أقوله كخلاصة للبعض إن عليهم أن يحترموا الكلمة التي جعلها الله أمانة في أعناقهم، ويحترموا القلم الذي يحملونه بكل حرية دون أن يحاول أحد كسره في يمن الوحدة ويحترموا المهنة الصحفية التي تعتبر رسالة سامية من أجل إيصال هموم الناس وطرح قضاياهم، ومن أجل نشر الخير والمحبة في المجتمع وتوعية الناس بالمخاطر التي تحدق بالوطن في هذا العالم المقلوب. وعلى البعض أن يستوعب أن الكلمة في قلم الصحفي شرف يرقى بالنفس بعيداً عن الغلو والأغراض الشخصية والمصالح الضيقة، وبعيداً عن الاستغلال لمساحة الحرية وبعيداً عن نشر السموم وإثارة الفتن والقذف والتشويه للحقائق.. نعم الكلمة شرف يجب أن يحترمها بعيداً عن الارتزاق والابتزاز، بعيداً عن التلميع والنفاق والمحاباة، بعيداً عن كل ما يعكر هدفها رعايتها في المجتمع.. ومن العيب أن نتحول إلى أقزام نتاجر بقضايا وطن وشعب عظيم كما هو الشعب اليمني، فكلنا نتحدث عن السلبيات هنا أو هناك ولا ننكرها ونحاول النقد من أجل البناء لمصلحة الأمة اليمنية الواحدة، ومن أجل مستقبل زاهر لأولادنا، ومن أجل ما يرضي الله وضمائرنا، ونحاول مساعدة الأيادي التي تحاول أن تبني ونشد من أزرها ونعينها على الخير، ونقف ضد الظلم والتعسف بالكلمة الشريفة وضد كل من يحاول شق صفوفنا ونشر العصبية والقبلية والمناطقية، فاليمن هو الوطن الواحد لكل الناس والمركب الذي يجب أن نحميه من كل الفتن والعواصف، ومن العيب أن نتحول إلى أبواق لنشر الأحقاد والغل في مجتمع واحد يرقى للتطور ويحن للأمان والاستقرار ويحتاج للتلاحم والمحبة وقول الحقيقة. وأكرر لبعض الزملاء القول بأنكم تملكون ناصية الكلمة وقدرة الكاتب وإبداع الصحفي المتمرس، لكن أقول إن للحب طريقاً واحداً هو الصدق والحرص على مصلحة الناس بعيداً عن تهييج مشاعرهم، فاليمن معروفة وشعبها معروف منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، ولشبوة البطلة ورجالها أقول بأنكم عنوان بارز لقيم مجتمع يمني أبي وعظيم ولا تحتاجون إلى من يعرفكم صفاتكم النبيلة وشهامتكم المعروفة، وكلنا نتابع مسيرة البناء والتطور الجارية في شبوة الأبية.. وكل التمنيات لكم بالخير والتطور والنماء في ظل وطن شامخ شموخ الجبال، وطن أكبر وأقوى من كل الأمراض والأوبئة.