يوم بعد يوم ..ويجيء العيد.. وهو يوم كغيره من الأيام إلا أنه يستيقظ باكراً ويلبس قلوب الرجال وأعين الأطفال المسكونة بالبراءة والطهر.. ويستعير من النساء حسنهن ليغدو أجمل وأعطر ومن الأمهات يأخذ البركة كلها فيصير عيداً بالفعل. إذا جاءكم العيد فافتحوا له الأبواب والنوافذ .. دعوا الفرح يغسل أنفسكم ويعالجها من أمراض وأدواء عام مضى.. سلموه أنفسكم وقولوا له: جد علينا بما لديك من الحب.. واملأ النفس بهجة وسرواً. اذا جاء العيد فافتحوا أبواب القلب ونافذة الروح ، فهناك العيد الحقيقي ولا عيد إذا لم يعد القلب بيت الرب وريحانة الغيب وبنفسجة الروح. في زمن مضى ، وبينما الناس من الناس مشغولون في عشية العيد، كان صوفي مشغولاً عن الناس والعيد بمسامرة قلبه ومناجاة حبيبه وربه.. سألوه:اليوم العيد فماذا أنت لابس..؟ ولم يتأخر كثيراً في إمضاء الإجابة ورد عليهم من فوره : «قلب يرى ربه الأعياد والجمع» الأعياد هنا لم تعد موسمية، بل هو في عيد دائم وعود مستمر إلى الملأ الأعلى.. الأزمنة كلها صارت لمحاً واحداً.. والأفراح جميعها اجتمعت في السعادة الأعظم والسرور الدائم الأعلى.. وإلى هذه المعاني أشار الصوفي عيد: «سمعت الناس في رنه يقولوا باكر العيدي وعيد الناس دنياهم وعيدي أنت يا سيدي!! اذا شهدتم يوم العيد فقولوا للناس سلاماً افردوا أكف القلوب البيضاء وصافحوا من تلقونه .. امنحوا الأحقاد اجازة واخلعوا عنكم الكراهية دفعة واحدة واخرجوا إلى الناس بثياب بيضاء وأمان بيضاء.. وقلوب بيضاء تشف عمافيها من الحب والأخوة ومشاعر السلام وحب الخير. كم نحتاج إلى أن نتعلم من أطفالنا الصغار معنى أن نحب ونفرح ونغمر العيد براءة وطهراً وصدقاً.. ان نجعل الثياب الجديدة عنواناً ودليلاً إلى المشاعر الجديدة والقلوب الجديدة والضمائر النقية الزاهية. كم نحتاج إلى أن نجعل العيد ثوباً جديداً للقلوب والأنفس لأن تظل الثياب الجديدة وحدها هي العيد.. أي عيد هذا الذي مبلغنا منه ومبلغه منا خرقة تبلى وكساءً يذهب ولا يبقى؟! قلبك عيدك.. فاجعله أزهى الأعياد ولا تهمله ففي إهمالك له خسارة الأبد.. ونفسك ثوبك... فاكسها الطاهر الجديد من المشاعر والأماني البيضاء ولا تهمل نفسك وتهتم فقط بثوب الجسد وكساء الظاهر من جسمك .. ثمة في الباطن ماهو أعز وأهم وأخطر من الظاهر .. ثمة أنت .. فعد إليك واشهد معك العيد.. وقل للعالمين من حولك: سلاماً. عيدكم مبارك وكل عام ونحن واحد.. شكراً لأنكم تبتسمون.