1/11/2006 عُقِدت برعاية معالي وزير حقوق الإنسان د.خديجة الهيصمي أثناء الدورة الشبابية الأولى في مجال حقوق الإنسان في العاصمة صنعاء «26-31 أغسطس 2006م» ندوة "المشاركة السياسية للشباب.. الواقع والطموح 28 أغسطس" نظمها منظما الدورة: المنتدى الاجتماعي الديمقراطي، ويديره الزميل رئيس مجلس شورى الشباب اليمني/وليد عبدالحفيظ ماجد، وجمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، ويديره الناشط البحريني الزميل/محمد المسقطي.. جُمِعت أوراق عمل الندوة - كالعادة - في ملزمة لا كتيب، قدم الأوراق ممثلو منظمات المجتمع المدني والهيئات الشبابية في بلدانهم: المملكة الأردنية الهاشمية، مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، دولة فلسطين، دولة الكويت، الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى، جمهورية مصر العربية، والجمهورية اليمنية.. عرض كل منهم تجربة المشاركة السياسية للشباب وإمكانية التمكين من ذلك ومعوقاته. من الطبيعي أن تواجه أي تجربة، وليدة، أي تجربة عقبات ومعوقات وعراقيل في سبيل خوضها.. فمن البلدان المذكورة لاتزال الحريات فيها مكبوتة، منها ما هي منفتحة غير القاسم من بين القواسم الجامعة بين الشباب العربي هو لا مبالاتهم بالسياسة وشعورهم بتجاهل الشيوخ السياسيين لهم.. والجامع الآخر بينهم قصور الوعي السياسي في كيفية تفعيل الطاقات الشابة وتسخيرها للعمل السياسي، عدم اهتمام الإعلام «بوسائله المتنوعة» بنشر وعي بضرورة مشاركة الشباب السياسية وتهيئة الجو العام الملائم لهذه المشاركة. فيما يعاني شباب بعض البلدان العربية من غياب منظمات مجتمع مدني وهيئات شبابية أهلية.. وعدم التحاقهم بأي مؤتمرات أو ندوات تعرّفهم بالحقوق السياسية، وتنمّي فكرهم ومعرفتهم بحقوقهم، الأمر الذي اهتمت به بلدان عربية أخرى.. وفي بلدان غيرها يشهد الشباب جواً حراً منفتحاً، ولكن الشباب غير فاعل رغم انتمائه لمنظمات وهيئات وجمعيات وأحزاب.. الإسم مشارك والفعل غير ذلك!. يعود ذلك إلى تنشئة الشباب، ولجوئه إلى إحباط نفسه، وعدم تشجيع المحيط السياسي به لتفعيل نشاطه إلا أثناء الانتخابات، وانعدام الثقة بين القاعدة الشعبية والقيادة السياسية لعدم وفائها بوعودها تجاه مختلف شرائح المجتمع «طفولة، نساء، شباب، معوقين».. ضماناً لحق شراكة الشباب وتيسيراً لذلك منذ النشأة، د.خديجة الهيصمي في كلمة لها أكدت الحاجة الملحة إلى سياسات تربوية مدروسة تسهم في بناء القيادات الشابة وتراعي الاحتياجات، الرغبات والتطلعات المستقبلية للشباب وتعزز المواطنة ببث روح الوطنية وتعميق الانتماء. جميع الشباب المشارك سياسياً في بلده، والمشارك في الندوة، أوصى بنشر الوعي بأهمية مشاركة الشباب، أكد وجوب تصديق الوعود السياسية، وشدد على ضرورة وجود نماذج سياسية يُقتدى بها وتتبنى الإبداع الشاب.. لأن بلداناً عربية ليس كلها يفتقد شبابها القدوة والرعاية. فمثلاً: في الإمارات قبل أيام تكفل نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة الشيخ/حمدان بن راشد آل مكتوم بمبلغ 90 مليون درهم، وهو ميزانية مشروع رعاية الموهوبين في المدارس الحكومية.. الموهوبون هناك حسب خطتهم لن يتم التعرف عليهم عشوائياً، إنما بالاعتماد على معايير: مقاييس الذكاء، اختبارات الميول والاهتمامات، الاتجاهات المختلفة، مقاييس الإبداع وأدوات الكشف عن أنماط التفكير.. هناك د. ناديا بو هناد/مؤسس ومدير عام سيكولوجيا للاستشارت والتدريب أكدت أن هذا المشروع الإماراتي سيكون ناجحاً إذا تم العمل فيه بواقعية، وأمّلت في بروز معيار يركز على الشخصية ورعايتها وتطويرها وتمنت ألا يخلق هذا المشروع بيئة طرد وتمييز بين الموهوب وغير الموهوب والفاشل والناجح.. فالكل يحتاج للرعاية. والشباب العربي سواء الراغب في المشاركة السياسية أم العازف عنها يحتاج لرعاية مسؤولة تمكنه من حياة خالية من العقد، وتمكّنه من الثقة بنفسه.. فالشباب يحتاج إلى تمكين من العيش باطمئنان على مستقبله.. المعلوم.. لا المجهول. المجتمع العربي- بما فيه اليمني- لأن غالبيته شباب، شاب وفتي.. لكنه يشيخ بسرعة إن لم يمت بأسرع من بلوغه الشيخوخة، لأنه افتقر إلى الرعاية المسؤولة، وإلى الثقافة الوطنية الحقيقية، لا الإعلامية الدعائية الزائفة. والشباب يريد كل شيء.. وفي المقابل مطلوب منه الاجتهاد والإصرار على مقاومة كل المحبطات المحيطة به.. والإحباط يخلقه المجتمع، فما العمل هل نتجاهل المجتمع أو نمشي بدائنا ما مشى بنا، أم نخلق مجتمعاً آخر؟!. إن تمكن الشباب من الحياة، وأفسح الشيوخ المجال في السياسة.. ربما..