ذات يوم أتذكر أنني قرأت مقالة لكاتب بريطاني عنوانها "أمة من الفئران" ويقصد من خلال سطورها اللاذعة الأمة العربية والإسلامية التي أكد أنها تُهدّم بلدانها.. وتمارس دور التحدي حتى تأتي العصي.. أو بمعنى آخر حتى يظهر "الهر" الكبير!!. ما قادني لهذا العنوان.. حال أمتنا الذي نعايشه حالياً في ظل جبروت النازية الصهيونية.. والعيون الحمراء لسيدة العالم "أمريكا".. هذه السيدة التي تختار أصدقاءها كيفما تشاء وتمنح من تريد أحلى ما لديها وتمارس مع من تحب طريقة "الإغواء" بالمرغبات التي تحددها!!. سألت نفسي: هل بمقدور الفئران تهديد من يهددونها.. وهل بالإمكان أن يتحول التحدي عند ساعة الصفر إلى واقع ملموس في الوقت الذي تظهر فيه تحديات من يوزعون الموت في فلسطين والعراق ولبنان.. كقبلات هنا وهناك وهم أكثر فرحة ونشوة وتلذذ!!. بالطبع أتاني الجواب سريعاً بالنفي.. ومعه بعض تمتمات تقول.. ربما.. ولم لا.. وليس مستحيلاً.. ولكن في المشمش.. أو قبل أن تقوم القيامة بيوم واحد!!. إذاً.. لماذا نحن أمة الإسلام أصبحنا هكذا.. وما الذي وضعنا في مواقف لا نحسد عليها بعد أن كنا سادة العالم.. ومازلنا خير أمة أخرجت للناس.. وما هي الحكاية بالضبط التي حولتنا في نظر كاتب بريطاني إلى "أمة من الفئران" بعد أن قرأ تاريخنا وتمعن في سطور زمن الأمجاد.. فاستفزه ما نعيشه الآن بدلاً من أن يستفزنا.. ولم يجد سوى الكتابة الساخرة واللاذعة عل وعسى يثير فينا شيئاً من ألم أو غيرة!!. الإجابة عن كل ذلك .. لن تكفيها مجلدات فنحن أعلم.. وأكثر دراية.. وإدراكاً عن أسباب ضعفنا وهواننا!!. تعرفون ماذا حصل في إحدى الدول العربية الشقيقة.. امرأة تطلب الطلاق من زوجها؛ ليس لأنه لم يذرف دمعة على ضحايا لبنانوفلسطين، ولا لأنه لم يستجب لها ويذهب إلى لبنان لمقاتلة الصهاينة.. ولا لأنها قفشته وهو يشاهد أغاني ورقص في إحدى القنوات العربية في وقت يُذبح فيه أطفال ونساء وشيوخ غزة. لقد طلبت منه الطلاق؛ لأنه رفض تلبية طلبها بإقامة حفل زفاف قطتها في فندق خمسة نجوم.. يا سلام سلم .. شفتم أيش طلع السبب؟!!. شاب عربي.. وبجانبه شاب آخر عربي بالطبع.. أثارا همس واستغراب وتساؤل ضباط أمن مطار إحدى الدول الشقيقة قبل أن يُمنحا تأشيرة الدخول.. والسبب أن المعلومة المدونة في الجوازين من حيث "الجنس" مختلفة لما يشاهدونه على الطبيعة.. فالمحدد في الجوازين أمام الجنس كلمة ذكر.. ولكن الواقع يقول "أنثى".. وفي غرفة التفتيش اكتشف الأمن أنهما شابان ولكنهما في وضع الأنوثة بكل تفاصيله الخارجية.. وعندما سئُلا عن السبب الذي دفعهما لذلك أجابا بأنهما قررا قضاء إجازة صيفية بعيداً عن الأعين في بلدهما.. وبوضعهما الذي يريدانه حيث إنهما عشيقان.. يا ساتر يا الله.. هل هذا إحدى علامات قيام الساعة؟!. هناك الكثير من هذه القصص "المقرفة" ولكن لا أريد أن أطيل عليكم.. سأختتم بمشهد سخيف ظهر فيه وزير (ثقافة) عربي مسلم اسمه فاروق حسني وهو يقول ان ارتداء المرأة للحجاب عودة إلى الوراء.. وان النساء بشعرهن الجميل كالورد لا يجب تغطيته!!!. هل عرفتم الآن.. لماذا نحن أمة من الفئران؟!.. هناك الكثير من إثباتات أخرى يندى لها الجبين.. ومشاهد تدعونا لدس رؤوسنا في الرمال.. ومواقف تؤكد أننا "نستاهل" ما يحدث لنا.. ولكن .. يا رب ما ذنب الأبرياء بما يفعله السفهاء منا.. ونظرة منك ترحمنا من سخطك وغضبك.. قولوا يا رب.. [email protected]