هل هناك بالفعل استجابة للمرحلة.. هل يكفي أن يكون واحداً هذا الذي يستجيب، أم أن الإجابة تكون جماعية؟!. إن حزب المؤتمر الشعبي العام هو الذي فاز بأغلبية الأصوات في الانتخابات الأخيرة، ومعنى هذا أن أهل المؤتمر لابد أن يكونوا في مقدمة الذين استجابوا لحزبهم، تنفيذاً للبرنامج الممتاز الذي قدّمه المؤتمر للشعب ليحظى بالثقة والتأييد.. ومعنى هذا أيضاً أن يكون أهل المؤتمر القدوة في أداء الواجب وتحمل المسؤولية. إن هذه المرحلة مناسبة لاختبار النوايا بالأفعال المباشرة، فلقد تكدست النظريات، وتعبت الأوراق من كثرة ما يُكتب، ولن يشفع الواقع للكسولين الخاملين الذين لا يستطيعون إلا الكلام والسير في الأماسي من مكان إلى آخر وهم يفضلون الحرص على مصالحهم على أداء الواجب والتزام ما وعدوا به جماهيرهم. بعض الناس يقترح تقديم أسماء أو أشخاص مناسبين للمرحلة الجديدة، مع أن هذا البعض عاجز، فاشل، حتى النميمة أصبحت مكررة معادة، لم تعد قادرة على الحفاظ على المصالح الشخصية. إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة جنباً إلى جنب مع الذين قالوا إنا مؤتمريون، وعزموا على الوفاء بعهدهم وميثاقهم الذي واثقوا به شعبهم. اختيار الكُفء القادر النظيف المؤمن بأهداف الإصلاح المنشود وتجاوز السلبيات، المستجيب لحساسية العصر هو الذي ينبغي أن يرقى الوظائف الحساسة. نعم نحتاج إلى التغيير؛ ولكن ليس التغيير الذي يمالئ الكسإلى العاجزين الذين أثبت الواقع انحيازهم للدعة واللامبالاة والمصالح الخاصة. إن هناك شباباً يبذلون واجبهم بكل أمانة واحترام لمواقعهم ومسئولياتهم، وهم برغم الإمكانات يسهرون في الليل، وينفقون استحقاقاتهم الآدمية على عملهم بالنهار، حريصون على أعمالهم كما تحرص الوالدة على أولادها، هؤلاء الذين ينبغي أن يكونوا عنوانات المرحلة الجديدة. أما الخاملون الكسإلى، أما المهملون المتخمون بالأمنيات البليدة؛ فحسبهم أنهم لم يحترموا أعمالهم ولم يقوموا بواجباتهم، ولو أنهم فعلوا ذلك لكان ذلك كافياً ولاستغنينا، فلم نطلب إليهم أن يبدعوا لأنهم لم يخلقوا لذلك. الالتفاف في مرحلة التحدي حول رئيس المؤتمر الشعبي العام هو واجب أهل المؤتمر بالدرجة الأولى؛ فالوطن أمانة.