يعزم كثير من معاقري بعض العادات السيئة على تركها في شهر رمضان، كشرب الخمر والتدخين والقات والغيبة والنميمة وهذا اتجاه طيب لأن شهر رمضان بمثابة إعطاء فرصة للجسم ليأخذ إجازة، فالمعدة التي تعمل على مدى اليوم والليلة ثلاث وجبات رئيسة «بدون ياء قبل التاء المربوطة» وأخرى فرعية من حقها أن تأخذ إجازة في العام، في شهر رمضان.. والمعدة بيت الداء كما ورد في الحديث الشريف، من حقها على صاحبها أن لا يجعلها وعاء لهذه المادة التي لو وضعت في جلد حذاء غليظ لأحرقته، وهي مادة الخمر، ومن حق الكبد أن يهدأ قليلاً، وأن يأخذ إجازة لمدة شهر، كي يتفرغ لوظيفته الأساس، وهي تنقية الدم من السموم، وهل هناك سم أضر من هذه المادة الحارقة، التي تعطل وظائف الكبد ووظائف العمل معاً «الخمر!!» فالخمرة تعمل على تليف الكبد، أي أنه يصبح شفافاً جداً، وأشبه بهذه الليفة التي نستعملها لغسل أواني المطبخ، فتنصرف السموم إلى الجسد، ويتعطل دور البانكرياس، ويحدث الفشل الكلوي، والسكر والعمى والموت، وإذا كان متعاطي الخمرة لايزال يقاوم من فترة طويلة، فإن زمناً سيأتى ليجد جسمه ووظائف جسمه غير قادرة على المقاومة. أما الدخان وتدخين السجارة فحكايته حكاية، إنه سبب رئيس للسرطان والجلطات، ورائحة كريهة، وإهدار «مباشر» للمال، ودليل على السفه والجنون، أرأيت لو أن أحداً أخذ يلف مائة ريال ثم يضعها في فمه بعد أن يشعلها، هل يكون عاقلاً، تقبل شهادته، ويحاول أن يقنع غيره أنه سوي... أما القات هذا العدو اللدود لليمنيين، الذي يمثل رباعياً يتحالف مع الجهل والمرض والحزبية لتدمير اليمنيين والتآمر عليهم!! إن القات هو القفص الذي يحبس أهل اليمن من الانطلاق، هو «الإمام الأخضر» بتعبير الشاعر البحريني قاسم حداد، فنحن بحاجة إلى ثورة ثقافية تُخصص للتخلص من هذا الإمام القاتل «القات» على غرار الثورة الثقافية التي قامت في الصين للتخلص من «الأفيون، على يد الزعيم ماوتسي ثوغ 6676م»، وهذا القات اصطحب معه رفيقاً آخر لقتل اليمنيين هو هذا السم الذي يقتل اليمنيين صباح مساء، «يربي الأغصان ويهلك أهل اليمن» . أما الغيبة والنميمة، فقد ورد في الحديث الصحيح أنها مفسدة للصوم، والنميمة كما الغيبة حقارة ودناءة نفس وضعف بليد لا يليق بالمسلم فضلاً عن الصائم، لا يليق بأي شهر، فضلاً عن شهر رمضان. نعم .. هذا شهر رمضان، فهل نغتنمه فرصة لإصلاح أجسادنا وأرواحنا،؟ نعطي أجسادنا فرصة لاسترجاع وظائفها في أداء أفضل، ونمنح أرواحنا وعقولنا فرصة لتبتعد عن المماحكات الحزبية والمؤامرات السياسية من أجل بلادنا... يارب استجب، آمين.