إن فشل عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في ختام زيارته إلى لبنان في التوصل إلى صيغة توافقية بين الأطراف السياسية اللبنانية لايعني أن بيروت أصبحت على حافة حرب أهلية .. فالمبادرة العربية وإن كانت قد أخفقت في حل الأزمة إلا أنها نجحت إلى حد ما في تهدئة الأوضاع وإبعاد أية احتمالات للاقتتال بين اللبنانيين.. وحتى لا يعود شبح الحرب يحوم مرة أخرى في لبنان فإن على القيادات اللبنانية الاستجابة للدعوات العربية الي الجلوس على طاولة المفاوضات ،وإقامة اتصالات فيما بينهما ،كون الحل لن يكون إلا لبنانياً لتطويق الأزمة الراهنة التي لو وصلت إلى طريق مسدود فلن تخدم سوى أعداء الشعب اللبناني، فأي تصعيد على الساحة اللبنانية ستكون عواقبه وخيمة ،وتداعياته خطيرة على لبنان وعلى الشعب اللبناني الذي سيدفع وحده الثمن من أمنه واستقراره. إن بلادنا وهي تراقب الأوضاع في لبنان لاتزال عند موقفها الثابت والمبدئي من الأزمة اللبنانية .. والتي ترى أن وحدة الصف اللبناني هي السبيل الوحيد لإخراج لبنان من النفق المظلم.. والتوصل إلى صيغة توافقية تجمع الأطراف اللبنانية على اتفاق لحل الأزمة الراهنة وتحقيق السلم الاجتماعي للبلد. ما من شك أن توحيد الصفوف والاحتكام إلى لغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على أية مصلحة أخرى هو الطريق الوحيد للحيلولة دون وصول الأوضاع إلى نقطة الصفر. فعمرو موسى الذي عاد إلى القاهرة دون حل نهائي لا تعني عودته بأن الجامعة العربية تنصلت عن دورها في احتواء الأزمة ، بل أكد وهو يغادر بيروت بأنه سيعود إليها مرة أخرى لمواصلة مساعيه.. فقط المطلوب من الفرقاء اللبنانيين أن يظهروا مؤشرات إيجابية تساعد على استمرار وساطة الجامعة العربية لإنهاء حالة الاحتقان.