تجري عدد من الدول الأوروبية مشاورات فيما بينها لتبنّي قرار من المقرر الإعلان عنه رسمياً خلال عدة أيام يتضمن المطالبة بإدراج تنظيم «الشباب المؤمن» باليمن ويتبع جماعة الحوثي في القائمة السوداء واعتباره ضمن المنظمات الإرهابية في العالم وبالتالي المطالبة باعتقال قادته وأعضائه والمنتمين إليه.. وقالت مصادر أوروبية دبلوماسية إن القرار الذي تبنته هولندا ويتم تداوله رسمياً في عدد من دوائر القرار الأوروبية يأتي على خلفية طرد تنظيم الحوثي للأسر اليهودية من آل سالم بمحافظة صعدة. مشيرة إلى أنه وطبقاً لمسودة القرار التي تم تسريبها فإنه يتوجب على السلطات الألمانية اعتقال رئيس تنظيم الشباب المؤمن/يحيى بدر الدين الحوثي الذي يقيم لديها وتم منحه اللجوء السياسي مؤخراً. وفي هذه الأثناء بدأت أصوات أبرز مشائخ اليمن وقبائلها بالإفصاح عن موقفها من جماعة الحوثي الإرهابية، فقد وصف الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب شيخ مشائخ حاشد، رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح حركة الحوثي بأنها تمرد على الدولة، مطالباً المتمرد عبدالملك الحوثي بتسليم نفسه للسلطات، وتسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة وإلزام أتباعه بالنزول الفوري من الجبال التي يتحصنون فيها. وتوقع الشيخ الأحمر في تصريح لصحيفة «عكاظ» السعودية انتهاء الأزمة بصعدة بتسليم الحوثيين أنفسهم وأسلحتهم والعودة كمواطنين مثل غيرهم من اليمنيين في ظل ما يكفله الدستور من حقوق وواجبات لجميع اليمنيين. وفي ختام تصريحه نفى الشيخ الأحمر وساطته في القضية قائلاً بأنه جزء من الدولة وليس وسيطاً، والمتمرد على الدولة يجب أن يواجه بحزم وقوة!!. إذاً هذا أكبر مشائخ اليمن يدلي برأيه في الجماعة الإرهابية الحوثية، ولكلامه وزن في البلاد كلها وصدى في الخارج كونه بالإضافة إلى ذلك رئىس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ورئىساً للبرلمان. وكان بعض اليمنيين يرجحون تهربه من إعلان موقفه الرسمي والقبلي بهذه الصراحة والقوة، أما الآن فيبدو أنه قد نفد صبره من هذه الجماعة التي سعى والحق يقال إلى إرجاع زعمائها "الحوثي الأب وابنائه وأتباعهم البارزين وعلى رأسهم عبدالله الرزامي" وأنه لم يعد يثق بوعودهم التي نقضوها مرات سابقة واستطاع انتزاع العفو عنهم وإعادة ممتلكاتهم وضمان سلامتهم إن هم أرادوا التنقل والإقامة في العاصمة أو غيرها. فقد وجد أنهم يكذبون وأنهم يستغلون الهدنة لإعادة جاهزيتهم لخوض جولة جديدة من العمليات الإرهابية رغم علمهم بأنهم لن ينجحوا في تغيير النظام أو حشد أكبر عدد من المغرر بهم السائرين في نفس الطريق المظلم والضلالة البينة. ومشائخ محافظة صعدة بدورهم حاولوا في المرات السابقة إقناع الحوثيين بعدم جدوى ما يفعلون وتسليم أنفسهم قبل أن يقعوا في قبضة العدالة وحتى لا يتسببون في المزيد من الأذى للمواطنين وممتلكاتهم في تلك المناطق؛ ولكنهم الآن أي مشائخ صعدة يجدون أنفسهم في حل من هذه الجماعة بإلزامها تسليم عناصرها وأسلحتها خلال ثلاثة أيام تبدأ أو بدأت الأربعاء الماضي. وحتى كتابة هذا الموضوع لم يرد الحوثيون على الإنذار بشيء، لا بالموافقة ولا بالرفض مما يدل على وجود انقسام بينهم أو انتظار لتعليمات جهات خارجية تملي عليهم ما يفعلون. وستظهر الأيام القادمة إن كانوا قد استوعبوا الدروس السابقة وحكموا عقولهم في فتنة أشعلوها وأيقظوها دون سبب أو سابق إنذار فاستحقوا اللعنة كون الفتنة لا تصيب الظالمين خاصة وإنما يصاب بنيرانها الأبرياء قبل غيرهم.