في أول انتخابات رئاسية تجري في موريتانيا منذ أطاح الجيش بنظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع في أغسطس من العام 2005.أدلى أكثر من مليون موريتاني بأصواتهم الأحد في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها تسعة عشر مرشحاً وتجري تحت إشراف لجنة مستقلة متفق عليها بين السلطة والأحزاب السياسية. الانتخابات الموريتانية الأخيرة وصفت بأنها تمثل قطيعة مع سلسلة من أنظمة الحكم العسكرية التي تعاقبت على البلاد على مدى نحو ثلاثين عاماً. وتقطع هذه الانتخابات شكوكا ظلت تراود الموريتانيين طيلة حكم المجلس العسكري الذي استمر لأقل من عامين. فقد ظل الموريتانيون يشككون في نيات العقيد علي ولد محمد فال رئيس المجلس العسكري الحاكم بترك السلطة في الموعد الذي حدده لنفسه. العقيد علي ولد محمد فال والذي وفى بوعده بعدم الترشح أشاد من جانبه بما وصفه ب "بلوغ الشعب الموريتاني مرحلة النضج". وقال في تصريحات صحفية إن الحملة الانتخابية جرت في هدوء ، وإن المرشحين ومناصريهم تعايشوا بصورة رائعة . غير أن بعض المرشحين يتهم المجلس العسكري بدعم مرشح معين. المعارضة الراديكاليةاعتبرت ان المجلس العسكري كان وراء تشكيل تحالف الميثاق الذي ضم الأحزاب والقوى السياسية التي كانت تؤيد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع وتقف الآن خلف المرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله. وقد سيطر هذا التحالف أيضاً على غالبية في البرلمان الذي انتخب في نوفمبر الماضي. تسعة عشر مرشحاً يمثلون أحزاباً سياسية وقوى مستقلة تنافسوا في هذه الانتخابات ما يرجح احتمال ان نتائج الانتخابات لن تحسم في الجولة الأولى بسبب تعدد المرشحين . التنافس الأقوى بين ثلاثة من المرشحين هم سيدي ولد الشيخ عبد الله وهو مرشح مستقل لكنه ينال دعم ثمانية عشر حزباً سياسياً. وأحمد ولد داداه الذي يقود أكبر الأحزاب الراديكالية الممثلة في البرلمان. أما المرشح الثالث فهو الزين ولد زيدان المحافظ السابق للبنك المركزي الموريتاني. ويعتقد البعض أن ولد زيدان ربما شكل مفاجأة لا ينتظرها كثيرون. ولدى زيدان نفوذ واسع في أوساط الشباب والأطر من أبناء الطبقات الفقيرة لكنه أيضا يحظى بدعم رجال أعمال لهم مكانتهم. ثمة قضايا مهمة في الشارع الموريتاني مثل الفساد، والعلاقات مع إسرائيل، وملفات حقوق الإنسان ذات العلاقة بالأقلية الإفريقية الموريتانية وجدت عناية لدى المرشحين الثانويين، لكنهاغيبت في الخطاب الدعائي للمرشحين الرئيسيين خلال الحملة الانتخابية. ويعزى ذلك إلى خوف المرشحين من استغلال الحديث عن ملفات شائكة في إبعاد الناخبين عنهم بحجة أن الاستقرار مطلب كل الموريتانيين. الحملة الدعائية تميزت بالهدوء والاقبال كان كبيرا..اللوائح الانتخابية أعدت وروجعت بشكل جيد وأن جميع الناخبين يعلمون مسبقا أماكن الإدلاء بأصواتهم. يقول رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.ويقول الناخبون:أن لوائح الأسماء معلقة في الاماكن العامة منذ ما قبل أسبوعين. تحتل المرأة الموريتانية ثمانية عشر مقعداً في البرلمان. وهي حاضرة في الحكومة وفي الجيش والشرطة. وهي سيدة أعمال وتاجرة ناجحة. ويعيد البعض هذه المكانة الفريدة إلى جذور تاريخية. وتقول فاطمة بنت عبد الوهاب، وهي باحثة في التاريخ، "تمتعت المرأة الموريتانية تاريخياً بقدر من الحضور يبدو متميزا بالنسبة إلى شقيقاتها العربيات والإفريقيات". وتضيف بنت عبد الوهاب إن مكانة المرأة الموريتانية موروثة عن المرأة الصنهاجية، وتضيف "المرأة الصنهاجية كان لها حضور قوي في المجتمع والسياسة وقد لاحظ هذا المؤرخون العرب القدامى، وتذكرون الرحالة ابن بطوطة وإشارته إلى هذه المكانة". صحيح ان المرأة الموريتانية غابت كمرشحة في هذه الانتخابات الرئاسية بعدما ترشحت موريتانية للانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2003 ولم تنل نصيبا يذكر من أصوات الناخبين. و إذا كانت الموريتانية غابت بصفتها مرشحة فإن حضورها في الحملة الانتخابية كان الأبرز. وقد كان ذلك الحضور من خلال الخيمة والموسيقي. تحدد مريم بنت احمد- سيدة أعمال، العلاقة بين هذا الثلاثي فتقول: "ما جعل النساء تهتم بالخيام هو ان المرأة كانت هي المعنية بالخيمة أيام كانت الخيمة هي بيت الموريتاني. ولذا عهد إلى المرأة بالخيمة الانتخابية. والعلاقة بين المرأة والخيمة تعود إلى أن الموسيقى الموريتانية كانت تقام داخل الخيمة في حالات الأفراح. والحملات الانتخابية مناسبات فرح"حد وصف مريم. - رئيس تحرير صحيفة المستقل