كان العالم قبل ميلاد سيد الكائنات محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم متفرق الديانات ضلالي العقائد، طاغوتي النخب.. في الشرق كانت مملكة الفرس مجوسية تعبد النار للأسف أعيد طقس الاحتفال بالنار الآن.. وفي الشمال وكثير من الأمم يعبد النصارى إما عيسى لأنه الله أو لأنه ابن الله، وكانت اليهود تعبد عزيراً وقالت اليهود عزير ابن الله.. وقالت النصارى المسيح ابن الله» وكان العرب يعبدون الأصنام والأوثان لأنها تقربهم إلى الله زلفى.. أما بقية الأمم فمن يعبد الشجر وآخر يعبد الشمس والنجوم، وأمم أخرى تعبد الشيطان والكواكب والنجوم والماء، وترتب على هذه الآلهة وهذه العبادات شرائع وقوانين مؤداها عبادة الطاغوت وهيمنة القوة لتصبح الشعوب ذليلة طائعة لحكامها الظلمة الطغاة المستبدين. جاء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ليعلن بأمر الله الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا شريك له ولا ولد، إله العالمين وربهم يوم الدنيا والدين؛ يدعوهم إلى الاحتكام لشريعته الخاتم التي تقيم العدل، فالناس سواسية أمام خالقهم ومقدّر أقواتهم، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، لا ينظر إلى صورهم وثرواتهم؛ ولكن إلى قلوبهم. جاء سيدنا محمد بدعوة خالصة للحي القيوم الذي يعلم السر وأخفى يأمر الناس بالعدل والإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعندما يحتفل الموحدون المسلمون بهذه المناسبة المقدسة مولد سيد الخلق أكرمهم على الله وأطهرهم قلباً وأزكاهم خلقاً، فإنما يحتفلون بهذا المخلوق العظيم الذي رباه الله وأدبه فأحسن تأديبه وصنعه على عينيه ليكون خاتم أنبيائه ورسله.. فهو الشفيع لكل رحيم يوم القيامة، وهو الذي شرّفه الله بالعروج إلى أبعد من سماواته السبع؛ إذ دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، وهو السموح العطوف لا يدانيه في سماحته وعفوه وكرمه وسجاياه مخلوق، هذا الذي نحتفل بولادته هو الذي زكاه الله بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم». إن المولد الشريف تكريم لكل الأمة الإسلامية، والاحتفاء بهذه المناسبة عبادة لله بذكر أفضل نعمة وأكرم منة، «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».