الديمقراطيون في الولاياتالمتحدة يعملون لإنقاذ البلاد مما أوقعتها إدارة بوش فيه.. فسياسة «بوش» وإدارته ورّطت الولاياتالمتحدة في حروب خاسرة استنزافية غير مبررة.. ناهيك عن النفقات الباهضة التي تصرفها الإدارة على سجون غير شرعية في أماكن مختلفة من العالم جنباً إلى جنب مع ما تنفقه من موازنات كبيرة على أعمال الاستخبارات التآمرية ضد كثير من بلدان العالم الجنوبي، وهي كلفة على حساب الشعب الأمريكي وتفاقم مشاكله الداخلية اجتماعياً وتعليمياً وصحياً، ومواجهة للكوارث. هذا من جانب ومن جانب آخر أدرك الديمقراطيون أن السياسة التي اتبعتها إدارة بوش انتهكت الكثير من القيم والمبادئ النبيلة للشعب الأمريكي ولدستوره وديمقراطيته وحريته من خلال تشريع التنصت على كل المواطنين الأمريكيين والتفتيش على مراسلاتهم، والاعتقال بالاشتباه، والحبس دون تهم أو محاكمات ودون إعلام أهلهم وذويهم، وحق المراقبة على المواطنين الأمريكيين في بيوتهم وأعمالهم، وفي كل ما هو خصوصي لا يجوز الاطلاع عليه.. ناهيك عن السجون خارج الأراضي الأمريكية، وهي سجون سرية يمارس فيها التعذيب بمختلف ألوانه وأنواعه البشعة.. وهي ممارسات يرفضها الديمقراطيون لأنها تجافي وتناقض مبادئ الدستور الأمريكي.. ناهيك عن التصرفات والممارسات اللاديمقراطية في انتخابات الرئاسة الماضية، وخاصة في فلوريدا.. هذه الولاية التي تمت فيها الكثير من عمليات التزوير والتدخل في كشوفات الناخبين والعبث في البطاقات الانتخابية لصالح الرئىس «بوش»، حتى أداء المحكمة العليا في ولاية فوريدا لم يكن سليماً، وكان مخالفاً للقسم الذي أقسموه.. ذلك ما شهد به رجال استخبارات وعملاء استخبارات وقانونيون وموظفون كبار في الإدارة الأمريكية سابقون، جميعهم أكدوا الخروقات الانتخابية في فلوريدا. الديمقراطيون يرون أن السياسة الداخلية لإدارة بوش فاشلة وضارة، وهكذا هي السياسة الخارجية قد شوّهت صورة الولاياتالمتحدةالأمريكية في العالم، وأدت إلى نمو العداء، واتساع مساحته للولايات المتحدة، والإضرار بعلاقات الصداقة الأمريكية مع كل الشعوب نتيجة لسوء سياستها وإدارتها مع شعوب الشرق الأوسط ومع شعوب الشرق الأقصى «شرق آسيا» ومع شعوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية.. ويحاول الآن الديمقراطيون بصعوبة ومشقة إصلاح علاقة بلادهم مع العالم، وتحسين الوجه الأمريكي. إن المواجهة اليوم بين «الكونجرس» الديمقراطي وإدارة البيت الأبيض «الجمهورية» بقيادة «بوش» ليست سوى مواجهة بين الديمقراطيين الذين يمثلون مصالح الشعب الأمريكي وينحازون إلى جانبه، وبين بوش وإدارته الذين لا يمثلون سوى أطماع أباطرة النفط وتجار وصناع السلاح في الولاياتالمتحدة.