العالم الإسلامي يتفرج، واليهود يسارعون في هدم المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وأسرى إليه أفضل أنبيائه سيدنا محمد «عليه الصلاة والسلام» من المسجد الحرام. إن اليهود بهذا الهدم أحرار يفعلون ما يشاؤون بعد أن أصبح الإسلام والمسلمون مجرد غثاء يسيرون وفق الركب الأمريكي اليهودي دون أي اعتراض. يعتقد اليهود أن هيكل سليمان تحت هذا المسجد، وأن هذا الهيكل وفق الهدي «التوراتي» المزيف والملفق لا يمكن أن يظهر إلا بعد هدم المسجد الأقصى!!. أما المسلمون فإنهم من باب الواجب يقوم بعضهم بإصدار بيان يدعو الكيان الاسرائىلي إلى «ضبط النفس» و«عدم تأليب» الجماهير المسلمة على الحكام؛ لأن من شأن ذلك أن يظهر العنف وتسقط الأنظمة المسالمة في المنطقة. في عام 82م حاول رئىس وزراء الكيان اليهودي شارون أن يدخل المسجد الأقصى لينظر على الواقع من أين يبدأ حفر المسجد الأقصى، فتصدى له أبناء فلسطين المسلمون المرابطون ورموه بالأحذية والحجارة وكادوا أن يفتكوا به لولا تدخل جيش الحرب الاسرائىلي فتم انقاذه وفر خارج المسجد هارباً مخفوراً بالمئات من العسكر اليهود، ومن تلك اللحظة انبثقت الانتفاضة المجاهدة والتي كانت بمثابة حرب فلسطينية ضد الكيان الغاصب، وجعلت اليهود يشعرون لأول مرة بأن هناك شعباً لا يمكن قهره، واستعانت اسرائىل بالعالم الغربي لإطفاء الانتفاضة. والآن يواصل اليهود اختباراتهم لحرارة الجهاد، ومدى ما لحق بالمسلمين من ذل وهوان، وآخر ذلك ما فعله اليهود بصدام حسين الذي صعد مشنقته وهو يهتف: «عاشت فلسطين عربية» يريد الكيان الاسرائىلي أن يختبر الإرادة الإسلامية والعربية إلى أي حد هي قادرة على التصدي لحلم من أحلام اليهود وهو هدم الأقصى. لقد أثبت شعب فلسطين أنه قادر على حماية الأقصى وحده، مع أن أهل البترول الذي تقوم عليه حياة العالم الأمريكي والأوروبي يستحيون حتى من إصدار بيان لا نقول يهدد الكيان اليهودي؛ ولكن يشجب هذا العمل الأثيم. لو كان أهلنا في فلسطين عاجزين لكان اليهود قد ابتلعوهم من زمن مضى، ولكن الله غالب على أمره، ولله الأمر من قبل ومن بعد.