ذكرت مؤسسة الأقصى أن آلاف المستوطنين اليهود بدأوا في التدفق إلى البلدة القديمة في القدسالمحتلة، والتجول حول بوابات المسجد الأقصى، وهم يرفعون المشاعل المضيئة، استعدادا لاقتحام المسجد غدا الأحد. وقالت "مؤسسة الأقصى" من خلال تجوالها موظفيها في مدينة القدسالمحتلة يوم الجمعة إن منظمة " ريفافاه" اليهودية المتطرفة تكثّف نشاطها الإعلامي والميداني وتضع اللمسات الأخيرة لاقتحام المسجد الأقصى يوم غد الأحد.وأضافت أنه لوحظ أيضا أن منظمة " ريفافاه " قامت خلال اليومين الأخيرين بتوزيع عشرات الإعلانات الملونة الداعية إلى اقتحام المسجد الأقصى وتحديد أوقات السفر والاقتحام ، تحمل شروحاً كاذبة ومزورة حول المسجد الأقصى وتشير إلى مكان الهيكل الثالث المزعوم مكان قبة الصخرة المشرفة. وقال متحدث باسم منظمة "ريفافاه" إن آلاف من اليهود ستصل يوم الأحد قريبا أبواب الحرم القدسي وستقوم باقتحامه بمجموعات صغيرة قوام كل مجموعة 50 شخصاً في سبيل تجميع الآلاف في نهاية الأمر داخل الحرم القدسي. ومن ناحيته صرح دافيد عبري رئيس منظمة "ريفافاه" اليهودية المتطرفة "إن من أهداف هذه الحملة زيادة الوعي عند اليهود بأهمية بناء الهيكل، ونصبو حاليا إلى تحقيق بناء كنيس يهودي داخل الحرم القدسي، نقيم فيه شعائرنا الدينية".يذكر أنّ مؤسسة الأقصى هي أول من كشف عن مخطط المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى بعشرة آلاف شخص وعممت خبراً بهذا الشأن وصورا خاصة قبل أن تتحدث عن هذا المخطط وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وذلك من خلال متابعتها الإعلامية الدقيقة والمتواصلة لكل ما يتعلق بشؤون المسجد الأقصى المبارك والمقدسات في فلسطينالمحتلة. الى ذلك قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي بازنر، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ستفعل "ما بوسعها" لمنع "المتطرفين" اليهود من التوجه غدًا الأحد إلى باحة المسجد الأقصى، محذرًا من أن ذلك سيعتبر "استفزازًا ليس فقط للفلسطينيين بل لجميع المسلمين". وقال بازنر في تصريحات لشبكة التلفزيون الفرنسية "إل سي آي" "سنبذل كل ما بوسعنا لمنع متطرفين من المجيء لنسف عملية السلام. سيكون ذلك استفزازًا ليس فقط للفلسطينيين بل لجميع المسلمين أيضا"، مؤكدا أنه تم اتخاذ "جميع الضمانات الأمنية". وكانت مجموعة يمينية متطرفة تدعى "ريفافا" دعت إلى تجمع غدًا الأحد في الحرم القدسي احتجاجًا على الخطة الإسرائيلية للانسحاب من غزة المقرر تنفيذها خلال الصيف. وفي السياق ذاته، حذر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من مسألة إقتحام المسجد الأقصى، ونبه نصر الله إلى أن هذه المسألة ليست فلسطينية أو عربية ، قائلا "إنها مسألة إسلامية دينية تعني بليونًا و400 مليون مسلم في العالم، وعلى المسلمين أن يجعلوا العدو يتوقع ردًا مزلزلا على أي انتهاك، إنها مسألة تتجاوز كل الإعتبارات الوطنية والقومية وترتبط بدين المسلمين وعقيدتهم ومقدساتهم وتتجاوز كل الحدود والقوانين". ويأتي هذا في وقت يخوض فيه الفلسطينيون معركة حماية المسجد الأقصى من تهديدات لمتطرفين يهود باقتحامه غدًا. ورغم أن صلاة الجمعة في الأقصى مرّت أمس بسلام وهدوء، إلا أن حدة التوتر تتصاعد مع اقتراب يوم الأحد، الموعد الذي حدده المتطرفون لإقتحام المسجد، وذلك رغم تطمينات أعلن أبو مازن أنه تلقاها من إسرائيل بشأن منع أي مساس بالمسجد الأقصى. وفي هذا الصدد، حذرت الفصائل الفلسطينية مجددًا من ارتكاب حماقة اقتحام المسجد الأقصى موضحة أن أي اقتحام سيجعل الفصائل في حل من أي اتفاق للتهدئة اعلن سابقا. إلى ذلك أكد بيان موقع بإسم كتائب شهداء الأقصى وطلائع الجيش الشعبي على أن "يحاول العدو الصهيوني الالتفاف على اتفاق التهدئة التي توصلت إليها فصائل المقاومة الفلسطينية مع السلطة الفلسطينية, مستخدماً أساليب حمقاء ومكشوفة فمن جانب يواصل الاعتداء اليومي على أبناء الشعب الفلسطيني في قراه، ومدنه، ومخيماته، ويمضي قدماً في سياسة القتل البطئ للأسرى، ومن جانب آخر يطلق العنان للمغتصبين الصهاينة المتطرفين للتهديد باقتحام المسجد الأقصى، ويترك لهم المساحة واسعة للتخطيط بهدوء من أجل تقويضه، تحت غطاء عرقلة خطة الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة". كما حذر البيان من ارتكاب هذه الحماقة والتي تنطلق من أحلامهم القديمة في تقويض المسجد الأقصى، مشدد على أن هذه الخطوة ستكون بمثابة إعلان حرب مفتوحة لا مجال فيها لتهدئة . كما دعا أئمة وخطباء المساجد في قطاع غزة خلال خطبة وصلاة الجمعة الشعب الفلسطيني بكافة فئاته ومؤسساته التحرك فورا لمواجهة المخططات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى. وحمل الخطباء السلطة الفلسطينية والدول العربية واسرائيل مسؤولية أي اقتحام للمسجد موضحين ان الشعب الفلسطيني من اصغر طفل فيه وحتي اكبر كهل لن يسمح بانتهاك حرمة المسجد إلا على أشلائه مطالبين في ذات الوقت بضرورة التدخل الفورى والعاجل من اجل ابعاد الخطر المحدق بالمسجد الأقصى. وطالبوا الجماهير الفلسطينية والعربية الى اعتبار يوم العاشر من إبريل هو يوم نفير للمسجد الاقصى. وفور انتهاء صلاة الجمعة خرجت مسيرات حاشدة من كافة المساجد في محافظات القطاع دعت اليها القوى الوطنية والاسلامية تضامنا مع الاقصى، وستستمر الفعاليات في كافة المحافظات حتى يوم العاشر من إبريل وهو اليوم الذى هددت فيه عناصر اسرائيلية متطرفة باقتحام باحات المسجد الاقصى. من ناحيتها توعدت حركة الجهاد الاسلامى بانهاء التهدئه مع الجانب الاسرائيلى إذا تعرض المسجد الأقصى المبارك لأي اعتداء . فقد نظمت حركة الجهاد الإسلامي مسيرات من بعد صلاة الجمعة من مساجد القطاع وفي مخيم جباليا، كما نظمت سرايا القدس وجيش القدس التابعين للحركة عرضاً عسكرياً كبيراً .وقال المجاهد أبو أحمد القائد في سرايا القدس فى حديث نقله مركز الاعلام الفلسطينى : "إن السرايا ستكون في حل من التهدئة إذا تعرض المسجد الأقصى لأي اعتداء أو أي هجمة". وأكد قائلا : "إننا سندافع عن المسجد الأقصى بأجسادنا وبكل ما نملك ولن تمر مخططات (الإسرائيليين) الداعية لنسف المسجد الأقصى إلا على أجسادنا ولن يكون الثمن بسيطاً سيفتح العدو باب جهنم عليه إذا تعرض لأقصانا لا قدر الله، فكل الشعب الفلسطيني وعلى رأسه مجاهدوا سرايا القدس سيقفون في وجه هذه الهجمة". وقد حمّل أبو أحمد فى حديث خاص لفضائية "الجزيرة" الاخبارية الاحتلال المسئولية الكاملة عن المسجد الأقصى، داعياً السلطة إلى الوقوف بحزم أمام الدعوات الصهيونية المتكررة والداعية لهدم الأقصى وقتل من فيه. وشدد المشاركون في المسيرات على حماية المسجد الأقصى بكل ما يملكون داعين المقاومة إلى الاستعداد لأي مواجهة محتملة وأي هجمة على المسجد الأقصى لا قدر الله. وفي مخيم النصيرات وسط القطاع توعد الآلاف من المشاركين في مسيرة دعت إليها الجهاد توعدوا بانتفاضة ثالثة إذا أقدم العدو على المساس بالمسجد الأقصى. وردد المشاركون في المسيرة هتافات مناهضة للعدو وداعيةً إلى وقف كافة الاتصالات مع الجانب الاسرائيلى ، مرددين هتافات الأقصى في خطر والقدس في خطر فمن لها. ومن جانبها أعلنت رابطة علماء فلسطين أن يوم الاحد سيكون يوما "للزحف نحوالمسجد الاقصى" فى خطوة لمواجهة تهديدات جماعات يهودية متطرفة باقتحام باحات المسجد الاقصى بدعوى عرقلة خطة الانسحاب الاسرائيلى من قطاع غزة. وطالبت فى بيان لها السلطة الفلسطينية و فصائل المقاومة بالتنصل من تفاهمات التهدئة فى حال المساس بالمسجد الاقصى ، داعية سكان مدينة القدس و فلسطينيى الداخل الى المرابطة فى ساحاته. وقالت وكالة الانباء القطرية ان الرابطة الشعوب العربية و الاسلامية دعت الى التظاهر و تنظيم المهرجانات الخطابية للتنديد بالمحاولات الصهيونية للمساس بقبلة المسلمين الاولى، وقالت فى بيانها "نناشد منظمة المؤتمر الاسلامى أن تتحمل مسئولياتها تجاه المسجد الاقصى ومدينة القدسوفلسطينالمحتلة" ، كما ندعو رابطة العالم الاسلامى ألا تنسى قبلة المسلمين الاولى ، ونطالب الجامعة العربية أن تحث الزعماء العرب ملوكا و رؤساء وأمراء على قطع علاقاتهم بالكيان الصهيونى وعدم الهرولة وراء سراب السلام. ومع تصاعد النشاط اليميني الاسرائيلي في القدس ومقدساتها، عادت المخابرات العامة الاسرائيلية " الشاباك " ، تحذر من اعتداء ارهابي يهودي على الحرم القدسي الشريف بما فيه المسجد الأقصى في اطار محاربة خطة الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وازالة المستوطنات منهما . وقال ضابط كبير فيها ، أمس ، ان هناك خطرا حقيقيا ان تقوم عناصر ارهاب يهودية بمحاولة اغتيال لرئيس الوزراء، أرييل شارون ، لكن خطر تنفيذ اعتداء ارهابي ضد الأقصى بات أكبر بكثير . ونقلت صحيفة " الشرق الاوسط " اللندنية عن قائد شرطة اسرائيل ، موشيه كرادي، قوله ان معارضي خطة الانسحاب المذكورة يحاولون انهاك قوى الشرطة حتى تعجز عن تنفيذ مهمة اجلاء المستوطنين من غزة وشمال الضفة ، ولكن من غير المستبعد ان يستغلوا أوضاع الفوضى هذه لينفذوا اعتداءات خطيرة، بهدف اعادة تفجير الأوضاع الأمنية بشكل شامل . واستقبلت هذه التصريحات بانتقادات في اسرائيل وطرح العديد من المعلقين التساؤلات في ما اذا كانت هناك مصلحة اسرائيلية في اثارة اجواء الفزع في اسرائيل وفي العالم العربي وبين صفوف مليار مسلم يقدسون الأقصى، فأجاب على ذلك وزير الأمن الداخلي ، جدعون عزرا ، قائلا : " قول الحقيقة أهم بكثير من كل الحسابات الأخرى ، ونحن نحاول العمل مع كل الأطراف لكي تتصرف بحكمة وهدوء ، ان كان ذلك في اسرائيل أو مع الفلسطينيين في القدس". وكان قادة الشرطة قد اجتمعوا مع رؤساء دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس ليل الخميس طالبين ان يدعو الى الهدوء ، فاستجابوا. فمرت صلاة الجمعة، أمس، من دون قلاقل تذكر، باستثناء بعض التوتر في موقعين عند مدخل المساجد، علما بأن الشرطة منعت دخول المصلين من الضفة الغربية (باستثناء النساء والمسنين من الذكور)، ولم يحضر الصلاة سوى 10 آلاف مسلم. وفي يوم أمس ، اجتمع نائب وزير الأمن الداخلي ، يعقوب ادري ، مع قادة منظمة " رففاه " اليهودية، التي يرأسها شقيق وزيرة المعارف ليمور لفنات، ودعت 10 آلاف يهودي الى القدوم للصلاة داخل باحة الأقصى غدا ، احتجاجا على خطة الفصل ، وطلب ادري منه ان يلغي الصلاة التظاهرية ويكف عن اسرائيل هذا التوتر، وأوضح له ان الشرطة اتخذت قرارا لا رجعة فيه لمنعهم من دخول الأقصى بأي ثمن، الا ان لفنات رد بالقول " ان الصلاة في المكان هي حق لليهود وليس فقط للمسلمين وليس من المعقول ان تقوم دولة اليهود بحرمان اليهود من حرية العبادة فيها " . وقد تجند العديد من القوى السياسية في اسرائيل لصد محاولات اليمين المتطرف احراق المنطقة بالدم، وقال حزب شنوي المعارض، في بيان له : " ان الصلاة اليهودية الاستفزازية في الأقصى تذكر بزيارة استفزازية أخرى قام بها شارون الى باحة الأقصى ابان حكم ايهود باراك ، والتي أدت الى تفجير الانتفاضة في 28 سبتمبر عام 2000" ، ودعا الى اعتقال قادة التنظيم اليهودي الذي دعا الى هذه الصلاة، بصفته السبيل الوحيد لالغائها ولحقن الدماء. يذكر أن مصادر في شرطة الاحتلال الاسرائيلى أعلنت أمس الأول أنها ستعزز اجراءاتها لمكافحة المتطرفين اليمينيين الذين يهددون باستخدام العنف لعرقلة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة المقرر في يوليو. وكما جاء بجريدة " البيان " الاماراتية أوضحت المصادر أن حوالى خمسين من خبراء الاستخبارات سيعينون في مختلف مفوضيات الشرطة في اسرائيل لجمع معلومات عن استعدادات لتظاهرات "غير شرعية" او عمليات لسد طرق. ومن المرتقب أن تقوم شرطة الاحتلال ايضا بتعبئة مئات الاحتياطيين من حرس الحدود ليحلوا داخل اسرائيل محل آلاف من رجال الشرطة المشغولين بإجلاء المستوطنين من 21 مستوطنة في قطاع غزة واربع مستوطنات اخرى في الضفة الغربية.