منذ نعومة أظافرنا ترسخت في الأذهان حقيقة رسالة رجل الأمن والمتمثلة في الحفاظ على النظام والقانون وحماية حقوق الأفراد والسهر على حماية الوطن وأمنه ، ومن هنا ينظر لرجل الأمن وزيه العسكري المميز بإجلال واحترام وهيبة لأنه يسهر على أمننا واستقرارنا. بيد أن جملة من الحوادث المتفرقة هنا وهناك لبعض افراد الأمن سواء الأمن المركزي أو أمن الشرطة قد عكس الآية المترسخة في وجدان الناس. فالحادثة الأخيرة التي كان ضحيتها الطالب وسام مقبل صالح حمود منطقة كرش القبيطة ... كان الجاني جندياً من رجال الأمن ، حيث قام بتوجيه ضربة للمجني عليه الطالب وسام وسط رأسه مما أدى إلى حدوث نزيف داخلي ودخوله في حالة غيبوبة ، ويرقد حالياً في مستوصف كرش. والمجني عليه من أسرة فقيرة لاتمتلك إمكانيات العلاج وتطالب مدير أمن لحج ، ووزير الداخلية التدخل في الأمر ولكن لاحياة لمن تنادي.هذه الحادثة أثارت حفيظة الناس شأنها شأن حوادث أخرى تسبب فيها رجال الأمن ، وأسدل عليها الستار وذهب ضحاياها إلى المقبرة ، ومرت مرور الكرام دون عقاب لرجال الأمن المتسببين فيها. ولأن الشيء بالشيء يذكر نستعيد هنا تلك الحادثة التي جرت أمام محكمة صيرة بعدن التي جرت قبل ثلاثة أعوام ذهب ضحيتها بعض المارة أمام المبنى نتيجة إطلاق نار عشوائي وأسدل الستار عليها ، مثلها أيضاً وقبل عام في حادثة شغب في ميدان الحبيشي أثناء إقامة احدى المباريات.. البعض الأمن فوهات بنادقهم إلى صدر المشاهدين وسقط بعضهم قتلى وجرحى عدد من الذين لاحول لهم ولا قوة سوى أنهم عشاق لكرة القدم. هذه الحوادث التي ذكرتها هي ما اسعفتني بها الذاكرة وما خفي كان أعظم ، وهنا أضع المسئولية على الجهات الأمنية المسئولة عن حياة وأمن الناس ، على هذه الجهات المسئولة وقبل أن تقدم البنادق والآليات لأفرادها أن تقدم لهم دورات ارشادية في التخلق بخلق وسلوك رجل الأمن وحدود مسئولياته أين تقف وأن القتل والاعتداء على المدنيين خط أحمر لأن استحداثها لطرق الافلات من العقبات لأفرادها قد يؤدي إلى ما لاتحمد عقباه.. اتمنى أن تصل كلماتي إلى مسامع المعنيين.