يحتفل أبناء شعبنا في الثاني والعشرين من مايو الجاري الذي يصادف يوم غد بالعيد الوطني السابع عشر لإعادة تحقيق وحدة الوطن عام 1990م.. وهي احتفالات مشفوعة بانجاز مشروعات انمائية كبيرة وتحولات حضارية مهمة في سفر تاريخ اليمن المعاصر، حيث أن الوحدة اليمنية أعادت للانسان اعتزازه وشموخه وكبرياءه بانتمائه إلى الوطن الواحد وقدرته على تجاوز ظروف التشطير التي عطلت قدرات هذا الانسان وامكاناته لردح طويل من الزمان. وبذلك يكون الانسان اليمني الذي يحتفل بمرور 17 عاماً على هذا الانتصار قد حقق حلمه وطموحه في تجاوز ظروف التشطير والانطلاق في مسيرة البناء والنهوض الحضاري الشامل وبالفعل لقد أتاحت سنوات الوحدة اختبار هذه الإرادة التي تجلت في احسن صورها من خلال الالتفاف الوطني الشعبي لدحر مؤامرة الانفصال صيف 1994م ومواصلة التمسك بخيارات الديمقراطية والتعددية في تجربة متفردة وغير مسبوقة على مستوى دول المنطقة. لقد نجح اليمن الواحد في تحرير صورة الإنسان اليمني التي كانت موسومة بالتشطير والتجزئة ، بل يمكن القول إن مرور هذه الفترة الزمنية منذ اعادة تحقيق وحدة الوطن قد أتاح الفرصة لارتياد المستقبل بكل اقتدار، حيث تبوأت بلادنا مكانتها الحضارية بين الامم والشعوب بعد ان تخطت جراحات التشطير وظروف التجزئة، واستحقت - بفعل هذه التحولات - اعجاب وتقدير الأسرة الدولية ودعمها المستمر لتحقيق المزيد من التحولات الإنمائية والديمقراطية.