فعلاً إنها مقولة تعني أن اليمنيين متمسكون بوحدتهم التي ناضلوا طويلاً من أجل إعادة تحقيقها، والثبات عليها، لأنها إشراقة حاضرهم وعنوان مستقبلهم الوضاء. وإذا كان هناك ثلة قليلة ممن فقدوا مصالحهم إثر إنجاز هذا المشروع الحضاري الذي أعاد لليمن مكانته ولليمنيين وضعهم الطبيعي كأسرة واحدة فرقتها ظروف التشطير خلال ردح من الزمن. أمثال هؤلاء الذين باتوا اليوم يعيشون حالة انفصام جراء ما يشاهدونه من تحولات كبيرة في تطور المجتمع اليمني ليس لهم مكان بين أبناء الوطن الواحد، مهما كانت أساليبهم في إثارة أمراض الماضي التشطيري، ومهما بذلوا من جهود وأغدقوا من أموال الشعب التي نهبوها في إثارة وتمويل أعمال الشغب والفوضى، فإن مآلهم الفشل الذريع والعيش في جحور خيباتهم، ذلك لأن شعبنا الذي عانى كثيراًَ من التشطير والتخلف خلال مرحلة الحكم الإمامي البغيض والاستعمار البريطاني لن ينساق إلى هذه المؤامرة. لقد خبر شعبنا في حرب الردة والانفصال وكان وفياً وثابتاً وقوياً في المنافحة عن وحدته وعلّم الانفصاليين درساً لن ينسوه. ويبدو أن هذه العصابة التي ما انفكت تتاجر بظروف الناس وتطلعاتهم إنما تريد مع تواصل منجزات الوطن- تقويض الاستقرار والإساءة إلى الوحدة وثوابتنا الوطنية، لكنهم- كما تعلمنا - سوف يخسرون، وستلاحقهم لعنات الشعب أينما كانوا، وعليهم بدلاً عن الإيغال في مؤامراتهم الاستفادة من دعوات العفو التي مازال الأخ رئيس الجمهورية يعلنها ويعودون إلى جادة الصواب كمواطنين صالحين.