بوتيرة غريبة ثمة قوى سياسية استمرأت اللعب بالنار في مربع الطائفية والمذهبية وإثارة أمراض التشطير البغيض غير مدركين بأن اندلاع النار سيطالهم أولاً.. لقد كان حري بهذه الرموز التي أدمنت التآمر على الوطن أن تعود إلى رشدها وأن تنظر إلى حاضر البلد وآفاق المستقبل بعين التفاؤل وعقل المنطق وألا تراهن على أمل العودة إلى الماضي التشطيري ونظام الإمامة البغيض، فذلك أبعد إليهم من عين الشمس ! إن الغرف المغلقة التي تنطلق منها مؤامرات البعض في محاولة النيل من الجمهورية اليمنية سوف تكون بمثابة الكهوف لهؤلاء حيث لايمكنهم الخروج من داخلها مهما بلغت بهم حنكتهم في ليّ عنق الحقائق الناصعة على وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م، حيث لايمكن إعادة عقارب تاريخ اليمن الحديث إلى الوراء ! إن الأوهام مصيرها الزوال.. ولاشك بأن الخيالات المريضة لهذه القلة التي تراهن على الخارج سوف تكون وبالاً عليهم لأن الوطن اليمني محصّن بأبنائه ووحدته مهما بلغت حجم تلك التآمرات ومهما علا شأن مدبّريها ومرتكبيها ! يخطئ من يظن أنه سينجح في إثارة الزوابع تجاه ثوابت الوطن وفي مقدمتها الوحدة الوطنية، كما يخطىء أكثر أولئك الذين يعتقدون أن الوصول إلى السلطة يمرّ عبر أشكال الاحتجاجات والاعتصامات، بل إن عليهم أن يدركوا تماماً أنه ليس ثمة خيار آخر غير صناديق الاقتراع والفوز بثقة الناخبين تكريساً لمبدأ التداول السلمي للسلطة، وهو الخيار الديمقراطي الذي اقتنع به شعبنا ولن يحيد عنه قيد أنملة !!