تتزامن احتفالات شعبنا بعيد الاستقلال وخروج آخر جندي بريطاني من أرضنا الحبيبة مع انتصارات وتحولات حضارية كبيرة سواءً في ميادين التنمية أو على المسار الديمقراطي، حيث تشهد محافظات الجمهورية تسارعاً ملحوظاً في وتائر التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، فضلاً عن التزام اليمن بالاستحقاقات الدستورية المتمثلة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحليات. ولاشك بأن الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني إنما يعكس الابتهاج الذي يعم أبناء الشعب بانتصاراته التي تتحقق على الأرض من خلال تعزيز قيم الديمقراطية واتساع رقعة المشاريع الانمائية، فضلاً عن المكانة المرموقة التي باتت تحتلها اليمن على خارطة العالم. ولاشك بأن هذه التحولات الحضارية الكبيرة التي نستذكرها اليوم مع احتفالاتنا بالعيد الواحد والأربعين للاستقلال الوطني تأتي في سياق الإنجازات الكبيرة التي تحققت لشعبنا في سفر نضالات أبنائه من أقصى اليمن إلى أقصاه، ومنها إعادة تحقيق وحدة الوطن والتئام شمل الأسرة اليمنية بعد أن ظلت ردحاً من الزمان أسيرة الفرقة والشتات والتشطير.. وهي مناسبة للتذكير بتضحيات الآباء والأجداد من أجل تحقيق التطلعات في التحرر من الإمامة الكهنوتية والاستعمار البغيض وصياغة المشروع الحضاري لتجاوز أوضاع التخلف ومخلفات مراحل الإمامة والتشطير وتوحيد الجهود والطاقات للحاق بركب العالم، وهو ما تحقق منذ إعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 0991م، حيث انطلقت اليمن في معترك حضاري استحقت عليه التقدير والإعجاب.