مع اشراقة صباحات هذا اليوم يكون العام ال16 للجمهورية اليمنية قد اكمل مداره ليهل عام جديد مفعم بالحماس والعزم لمواصلة مسيرة البناء والتنمية والنهوض الشامل لوطن ال 22 من مايو المجيد الذي مع انبلاج فجره الأغر عام 1990 م تمزقت آخر خيوط ليل التمزق والتشطير المقيت ليبدأ شعبنا انطلاقته الحقيقية الكبرى لبناء اليمن الموحد الديمقراطي الجديد بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.. يمن الحرية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان.. يمن العطاء والعدل والمساواة بين كل أبنائه في الحقوق والواجبات، لايفرق فيه بين الرجل والمرأة التي اصبحت تشارك بفعالية في كل مناحي الحياة الجديدة السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية مقتحمة ميادين العمل المنتج المبدع ومجالات كانت حتى وقت قريب حكراً على الرجل.. فهي اليوم حاضرة بجدارة وكفاءة في كل المواقع القيادية في الدولة والمجتمع تشاركه صنع القرار في مختلف المستويات من خلال وجودها في الحكومة والمؤسسات المنتخبة ديمقراطياً ومنظمات المجتمع المدني .. هي اليوم وزيرة وسفيرة وعضوة برلمان وقيادية في المجالس المحلية وسيدة أعمال .. قاضية ومحامية، مدرسة وطبيبة ومهندسة واعلامية .. متواجدة في كل مواقع بناء اليمن العصري الحديث. هنا تكمن المعاني والمضامين والدلالات العظيمة لمباهج الفرحة المتوهجة في احتفالاتنا بعيد أعيادنا الوطنية السادس عشر، كثيرة وكبيرة الإنجازات والتحولات النوعية التي شهدها الوطن خلال هذه السنوات مع ان طريقها لم يكن سهلاً ومفروشاً بالورود فقد واجه الوطن تحديات واخطار ذاتية وموضوعية ترجع لأسباب وعوامل داخلية وخارجية، إذ لم يكن من السهل في بلد ومجتمع خرج لتوِّه من غياهب حياة القرون الوسطى وعهود التخلف الامامي والاستعماري والدولة الشطرية الشمولية الى فضاءات العصر والتكيف السريع مع المتغيرات والتبدلات المتسارعة التي أحدثتها في واقع حياته الاجتماعية السياسية والثقافية الثورة اليمنية (26سبتمبر و14 اكتوبر) وكذا التحول النوعي للوحدة والديمقراطية دون ان تبرز ممانعة من قوى ارتبطت بالماضي ونزعاته المتخلفة الى درجة صار من الصعب عليها استيعاب المتغيرات على نحو يجعلها تنخرط لتشارك ايجابياً في صنع هذه المتغيرات واضعة نفسها في المواجهة معها دون ان تدرك ان الزمن قد تجاوزها بقيام الثورة وانتصارها ونيل الاستقلال وترسيخ النظام الجمهوري وتحقيق الوحدة ورديفها الديمقراطية، لتثبت جماهير شعبنا وفي طليعتها ابطال قواتنا المسلحة والأمن استحالة اعادة عقارب الساعة الى الوراء وعجلة التاريخ الى الخلف مبرهنة بما تحقق من الانتصارات والانجازات والنجاحات ان لاخيار إلاَّ المضي قدماً صوب المستقبل وان نهر التطور والتقد المتدفق المتجدد لا يمكن ايقاف تياره أو تغيير مساره في الاتجاه المعاكس .. إنها حقيقة اكدتها عطاءات 16 عاماً من عمر الجمهورية اليمنية وهي فترة قصيرة بمقاييس الزمن لكنها كبيرة بمقاييس ماتحقق للوطن الموحد من انتقالات وقفزات كبرى في كل اتجاهات التنمية والعمران للأرض والانسان اليمني ليكون ليس فقط مواكباً لمعطيات عصره بل قادراً على الاسهام في متغيراته وتحولاته ..يمضي الىالأمام وهو اكثر ثقة بالمستقبل بعد ان دك اسوار العزلة وتجاوز أزمنة الطغيان والقهر والتعسف والشمولية بتشييد صروح بناء الدولة الحديثة على أساسات ومداميك النهج الديمقراطي الراسخة المتينة، فاتحة آفاقاً رحبة لأبناء اليمن ليسعوا ويبتكروا ويصنعوا غدهم دون أية اعاقات أو صعوبات أو وصاية وتسلط من أحد. ولعل من المهم في هذا السياق الاشارة الى تزامن مباهج احتفالات شعبنا بالعيد الوطني ال16 للجمهورية اليمنية مع استعداداته وتهيؤه للإستحقاق الانتخابي الديمقراطي الرئاسي والمحلي في سبتمبر المقبل الذي يحمل دلالات ومعانٍ عميقة للتلازم الوثيق والعميق للوحدة والديمقراطية، مكسباً احتفالاتنا هذا العام بالعيد الوطني في مدينة الحديدة عروسة البحر الأحمر طابع العرس الوحدوي الديمقراطي المعبر عنه في هذا التزامن مع اجراء ثاني انتخابات رئاسية ومحلية منه تتأكد اشتراطية الارتباط المتبادل بين الوحدة والديمقراطية وتبين جدلية انتصار خيار المستقبل على خيار الماضي مهما كانت الصعوبات والتحديات التي جابهناها وسنجابهها ونحن نمضي في دروب قد تكون وعرة لكننا واثقون من أننا في النهاية سنصل لكل مايصبو ويتطلع اليه شعبنا الحضاري العريق من امتلاك كل اسباب التقدم والرقي في ظل راية الوحدة والديمقراطية التي تزداد شموخاً وعلواً في سماء الوطن من عام الى آخر بما تحقق من انجازات وعطاءات خيراتها من عام الى آخر بما تحقق من انجازات وعطاءات خيراتها تعم اليمن من اقصاه الى اقصاه.. فهنيئاً لليمن تحولات الزمن الوحدوي العظيم والتهنئة لكل ابنائه بمباهج افراحهم في العيد الوطني ال 16 متمنين من المولى عز وجل ان تعود علينا هذه المناسبة وقد تحقق كل مانصبو اليه من التقدم والرخاء والرفاهية.. وكل عام والجميع بخير.