تتعاظم هذه الأيام احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الوطني التاسع عشر لإعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو 1990م المجيد، ذاك الوعد الحق الذي تحقق بمشيئة الباري عز وجل، على يد ابن اليمن البار وباني نهضته فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بعد قرون من الانقسام وتشتت الأسرة اليمنية، جاعلا من وحدة اليمن مفخرة عز وكرامة للأمتين العربية والإسلامية . وإزاء هذه المناسبة الغالية، أكد عدد من الشخصيات السياسية والشعبية والثقافية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني. في أحاديث ل«الجمهورية» :أن مسيرة التنمية والبناء في الوطن الموحد منذ قيام الجمهورية اليمنية في ال22 من مايو المجيد عام 90م حققت الكثير من الانجازات والاسهامات الفاعلة التي أثرت مختلف جوانب الحياة "السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. وغيرها. منوهين بما شهد ويشهده الوطن في ظل وحدته المباركة من نقلات نوعية وتحقيق للطموحات والتطلعات الشعبية على كافة الصعد والمستويات وفي مختلف المجالات" التربوية والتعليمية والصحية والخدمية.. ، عبر العمل الجاد والمسؤول لكل أبناء اليمن وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية، لتمثل بذلك الوحدة اليمنية رمزا للعزة والكرامة ونواة للوحدة العربية، حسب تعبيرهم . وحدة راسخة رسوخ عيبان وفي هذا الاتجاه قال مدير عام التخطيط برئاسة الوزراء الأستاذ إبراهيم عبدالكريم عامر : إن الوحدة اليمنية إنجاز تاريخي حققه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وسجله التاريخ بأحرف من نور، كما وتعتبر الوحدة اليمنية تحقيقا لحلم طالما راود الذاكرة العربية ككل زمنا طويلا لكنه ظل متعثرا ،إن لم يكن دخل غياهب المستحيل بعد تجارب مبسترة لم تفرز غير الخيبات المتراكمة. وأضاف عامر : إن احتفال الوطن بهذه المناسبة الغالية وبعد مرور عقدين من الزمن من عمر وحدته المباركة يعد خير مثال لعمق ورسوخ الوحدة اليمنية رسوخ عيبان وشمسان، كما هو ايضا اصدق تعبير شعبي عن تواصل الفرحة الكبرى بعيد الأعياد، والتي تستشف وحيها قولاً وعملاً من الروح الوحدوية لقائد الوحدة ومحققها والمدافع عنها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية . وأكد مدير عام التخطيط : إن عظمة احتفالات الشعب اليمني بالعيد الوطني التاسع عشر للجمهورية اليمنية تتجلى هذه الايام في أروع صورها ومظاهرها على المستويين الرسمي والشعبي، احتفاء بالذكرى ال 19للعيد الوطني وقيام الجمهورية اليمنية، كون هذه المناسبة تأتي والوطن يزداد تماسكا وترابطا بين أبنائه وفي الوقت ذاته ترفرف راية الوحدة عالية وخفاقة في سماء ربوع الوطن العزيز وأرجائه المختلفة . حدث قومي مجيد السفير الأردني بصنعاء احمد علي جرادات قال: إن الوحدة اليمنية حدث قومي مجيد أرسى أسسا متينة لمستقبل عربي مشرق ومثل انعكاسا ايجابيا لتعزيز التضامن العربي لما له من معان سامية وعنوان بارز يفتخر به كل عربي . وأضاف السفير جرادات : إن الوحدة اليمنية ليست حدثاً عادياً عابراً بل هي شمعة مضيئة في التاريخ الحديث، يذكرها الجميع بالفخر والاعتزاز".. مشيدا بالجهود التي بذلها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في تحقيق الآمال العظيمة للشعب اليمني وصناعة هذا الحدث التاريخي الذي يضاف الى سجل امجاد هذا الشعب العريق،مقرونا بإنجازات تنموية وسياسية واقتصادية أكسبت اليمن سمعة طيبة. ونوه السفير الأردني بالإنجازات الحضارية والإنمائية غير المسبوقة التي حققتها الوحدة اليمنية وبصمودها امام الصعوبات الجمة التي واجهتها في بداية الطريق.. مشيرا الى ان الشعب اليمني تمكن بفضل هذا الإنجاز التاريخي من السير قدماً الى الامام وبخطوات ثابتة وتحقيق نجاحات ضخمة في شتى المجالات. ولفت الى تزامن احتفال الشعب اليمني بوحدته المباركة مع احتفالات الشعب الأردني بذكرى الاستقلال الذي يوافق ال25 من مايو الجاري.. وقال: اننا نستمد من هاتين المناسبتين العزيزتين دروساً وعبراً عظيمة تدفعنا نحو المزيد من العطاء والاعتماد على الذات لبناء المستقبل الذي اراده فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وأخوه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين للبلدين الشقيقين. ثمرة نضال الشعب اليمني وعلى ذات السياق يوضح العميد المتقاعد عبدالخالق محمد مطهر معاناة اليمن خلال الحقبة التاريخية التي سبقت يوم ال22 من مايو 90م قائلا :" لقد عانت اليمن بشطريها الشمالي والجنوبي فيما مضى من عمرهما قبل 22 مايو 1990م الكثير من الإشكاليات كالحروب والاضطرابات السياسية سواء كانت فيما بينهما أو داخل كل منهما، وهذا أسهم في استنزاف الحجم الكبير من مواردهما وأثر سلبا على عملية التنمية والتطوير فيهما، هذا بالإضافة إلى النزعة الشمولية لنظام الحكم وغياب المفاهيم الديمقراطية والحقوقية وخصوصا في ظل هيمنة الحزب الاشتراكي اليمني على الشطر الجنوبي . ويضيف :" إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية كانت ثمرة نضال الشعب اليمني، استطاع خلالها أن يتجاوز مشكلات مزمنة ارتبطت بالتشطير وظلت تثار بين حين وآخر، ليأتي يوم ال22 من مايو 1990م ويجُب ما قبله من شوائب وانتكاسات ليصبحا وطنا واحدا موحدا ينعم بثورة تنموية شاملة فتحت آفاق التطلع نحو مستقبل افضل وارتبطت بها الحياة وشيدت المنشآت التربوية والصناعية والصحية التي خطت بنا نحو التقدم وبناء اليمن الجديد. ويؤكد العميد مطهر بقوله:" إن يوم ال 22مايو 1990م يعد نورا ساطعا أضاء طريق المستقبل للأجيال اليمنية ورسم لهم الطريق الصحيح نحو حضارة يمنية اكثر تألقاً صنعها ابناء اليمن بسواعد متوحدة وبكل شموخ وقوة حققوا في ظل وحدتهم الغالية أعظم الانتصارات والمنجزات، التي جسدت تلاحم ابناء شعبنا اليمني في سبيل تحقيق اهدافه الوحدوية في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح صانع الوحدة وباني نهضة اليمن الحديث . نهضة تنموية شاملة وبعد مرور نحو عقدين من عمر الوحدة، شهد الوطن نهضة تنموية شاملة طالت مختلف المجالات الحيوية والخدمية والعلمية، وتحققت نهضة تعليمية كبيرة سواء في التعليم الأساسي والثانوي أو التعليم المهني والفني والجامعي والأكاديمي ايضاً وزاد عدد المنشآت التربوية والتعليمية وافتتحت أقسام وكليات وجامعات جديدة لتلبي الزيادة الكبيرة في عدد الملتحقين بالتعليم بكافة أشكاله وأنواعه لاستيعاب جميعها احتياجات الوطن وسوق العمل . هذا ما يؤكده الدكتور خالد عبدالله طميم- رئيس جامعة صنعاء قائلا:" إن الوحدة اليمنية حققت لشعبنا اليمني منجزات عظيمة ننعم بها في بلادنا ، ففيما يخص المنجزات على الجانب التعليمي الجامعي فنحن نعلم بأنه لم يكن لدينا سوى جامعتين قبل عام 1990م وهما جامعتا صنعاء وعدن، ولكن بقيام الوحدة اليمنية اصدر الرئيس علي عبدالله صالح قرارات بانشاء جامعات جديدة وهي جامعة تعز وحضرموت واب وذمار والحديدة وبذلك أصبح لدينا الآن اكثر من سبع جامعات فيها اكثر من 250 الف طالب وطالبة يدرسون في مختلف التخصصات والمجالات العلمية والأكاديمية، وتطور التعليم العالي بشكل كبير وتطورت الدراسات العليا في كل من جامعتي صنعاء وعدن .. ويضيف رئيس جامعة صنعاء بالقول:" فالمنجزات التي تحققت بعد تحقيق الوحدة اليمنية عديدة ومتعددة في شتى المجالات والتعليم العالي قد حظي باهتمام القيادة السياسية وأصبح لدينا وزارة خاصة بالتعليم العالي وما يخص التعليم الأهلي لدينا اليوم جامعات أهلية بينما قبل 1990م لم يكن لدينا جامعات أهلية واليوم لدينا اكثر من ست جامعات اهلية تمارس عملها الى جانب الجامعات الحكومية، لذا يجب علينا ان نفتخر بهذا المنجز العظيم الذي من خلاله تحققت المنجزات في كافة المجالات التنموية العظيمة وها نحن نرى المشاريع الخدمية والتعليمية والانتاجية في ظل يمن الوحدة . نقطة تحول ويؤكد الناشط الحقوقي عبدالله عائض بقوله :" مع إعلان الوحدة المباركة عام 90م أعلن النظام السياسي عن التعددية السياسية وحق المجتمع في تنظيم نفسه والمشاركة في الحكم والتنمية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ليعقب ذلك حدوث فورة في الاعلان عن أحزاب سياسية، ليظهر خلال الثلاث السنوات الأولى فقط، ما يزيد عن 40 حزباً سياسياً، وتزايدت أعداد منظمات المجتمع المدني لتشارك بصورة فعلية في الساحة السياسية حيث تقوم بدور رقابي وتوعوي مع كل استحقاق انتخابي ونشر ثقافة حقوق الإنسان ودعم قضايا المرأة، والمشاركة في التنمية وبرامج مكافحة الفقر والرعاية الصحية والتعليمية وغيرها.. منوها بما ينشط في المجتمع اليمني اليوم من عدد كبير من النقابات المهنية، والنقابات العمالية، والحركات الاجتماعية، والجمعيات التعاونية والأهلية، ونوادي هيئات التدريس المدنية والعسكرية، والنوادي الرياضية والاجتماعية، ومراكز الشباب والاتحادات الطلابية، واتحادات الأدباء والكتاب والغرف التجارية والصناعية وجماعات رجال الأعمال، والمنظمات الدفاعية والتنموية كمراكز حقوق الإنسان والمرأة والتنمية والبيئة، والصحافة وأجهزة الإعلام والنشر المختلفة ، ومراكز البحوث والدراسات والجمعيات الثقافية . ويؤكد عائض أن الأسس والمرتكزات التي قامت عليها الوحدة اليمنية عام 90م قد استوعبت فلسفة العمل الأهلي ودور مؤسسات المجتمع المدني وأهمية تطوير عملها وفق المتغيرات العالمية، وأبرز هذه المميزات ان تم نقل سلطة حل المنازعات التي تنشأ بين مؤسسات المجتمع المدني من الجهات الحكومية إلى القضاء . وختم عائض قائلا :"كما حدثت بعيد إعلان الوحدة المباركة في ال22 من مايو 90م طفرة توعوية قانونية سواء بتطوير بعض القوانين القائمة أو سن قوانين جديدة تنظم العمل في الكثير من المجالات التنظيمية والنقابية في اليمن الواحد، الأمر الذي يمكن اعتباره بأنه ثمرة من ثمار الوحدة المباركة، ومن ابرز تلك القوانين على سبيل المثال " قانون الأحزاب والمنظمات السياسية رقم 66 لعام 1991م، ومشروع قانون تنظيم المؤسسات الاجتماعية والثقافية والاتحادات والمنتديات والنقابات المهنية والجمعيات الخيرية لعام 1997م، وكذا قانون تنظيم المسيرات والمظاهرات وغير ذلك . فعاليات شعبية وختاما ليس يخفي ما يكنه ابناء الشعب اليمني بمختلف شرائحه ومستوياته العلمية والاقتصادية والثقافية من حب وتعلق وتمسك بوحدة وطنهم الغالية على قلوبهم التي جاءت بعد طول انتظار .. معتبرين تحقيقها إنجازا عظيماً نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة التي تصبو إليها الامة العربية ..علي محمد الهادي " مدير عام شركة الهادي للتجارة والمقاولات وخدمات حقول النفط" نموذج بسيط حرص على أن يعبر عما يخالجه من شعور ازاء هذه المناسبة وعبر قائلا :" إنها لمناسبة غالية أن يحتفي الوطن اليمني بالعيد الوطني التاسع عشر لقيام الجمهورية اليمنية، بعد مرور 19 عاماً من عمر الوحدة المباركة، ليدخل بذلك الوطن في رحاب عام جديد بكل ثقة واقتدار وعظمة في صناعة التحولات الكبيرة في حياة كل أبناء الوطن والواعدة بالمزيد من العطاء والتقدم .
