في الأمس الأول مرّت الذكرى الأربعون لهزيمة اسرائيل العرب 67م، هذه الحرب التي منيت بها الأمة العربية هي ذكرى جد أليمة ، لأنها نالت من عزيمة الأمة العربية التي كانت لاتزال ترزح تحت هزيمة أخرى قديمة هي حرب 48م التي طرد فيها اليهود شعب فلسطين من أرضه، بعد أن أمعنت فيه قتلاً وتنكيلا. قامت اسرائيل بقصف مطارات مصر وسوريا، فشلت حركة الطيران العربي، والمصري على وجه التحديد ، واستطاع الإحصاء أن يرصد تدمير ثلاثمائة طائرة عربية مقابل ست وأربعين طائرة اسرائيلية، وأسر الأعداد الكثيرة من الجيش العربي ، وبينما حاول العرب، مصر والأردن وسوريا تنظيم الصفوف لخوض جولة أخرى، تدخل مجلس الأمن فقرر وقف إطلاق النار. ويذهب المراقبون إلى أن الجيش العربي لم يحارب، وتقدم جمال عبدالناصر بشجاعة القائد وقرر تنحيّه عن رئاسة الجمهورية وأي منصب سياسي آخر. وعرف الجميع أن اسرائيل لم تكن وحدها في هذه الحرب وإنما كان معها الاستعمار الذي تحالفت معه من قبل، بريطانياوأمريكا وفرنسا، إذ قامت اسرائيل بدور المحارب في الحربين العالميتين الأولى والثانية .. ونحن نعرف إخلاص الأمريكيين لإسرائيل في حرب 73م عندما استنجدت جولدامائير بأمريكا فأمدّتها أمريكا بجسر جوى وزودتها بالعتاد الحربي طائرات ودبابات ومدرعات ، وأبلغ هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا القادة العرب بأنه إذا استمروا في قتال اسرائيل فإن امريكا سوف تدخل بالجيش الأمريكي إلى جانب اسرائيل. «القاهر والظافر» تخليا عن الوفاء بالوعد في دحر اسرائيل وهو الوعد الذي كان يكرره قادة مصر بعد أن تدخلت الخيانة من الداخل وبعد أن استطاع اليهود ومن معهم في شل الوحدة العربية وتحشيد كل معسكر عربي ضد الآخر ، فهناك المعسكر الرجعي وهناك المعسكر التقدمي وهناك الشعب العربي بدون قيادة. في الذكرى الأربعين لهذه الهزيمة هل يمكن للقادة العرب أن يعتبروا مما حدث في طريق دراسة نتائج الهزيمة ومقدماتها؟! إن الكيان الاسرائيلي لايزال مشغولاً بدراسة نتائج ومقدمات هزيمته في لبنان بشهر يوليو العام الماضي، وهو لذلك يسقط هذا القائد ويحاسب ذاك .. فهل نحن أقل من هذا الكيان؟!.