مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سجلات الخارجية الأميركية.. كيسنجر و بوتفليقة 1975 حوار يكشف الكثير
نشر في عدن الغد يوم 25 - 01 - 2013

أظهرت وثائق نشرتها الخارجية الأميركية أن "العلاقات الخاصة" بين واشنطن وتل أبيب لم تكن دائما بنفس الخصوصية التي يعتقد الجميع. في وثيقة بتاريخ 17-12-1975 تفصّل ما دار في محادثة تلفونية بين وزير الخارجية الأميركي في حينها هنري كيسنجر ووزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يصف كيسنجر السوريين بالأصدقاء ويتهم وزير الدفاع الاسرائيلي شمعون بيريز بالكذب. ويكشف كيسنجر في محادثته مع بوتفليقة، التي تطرقت الى كثير من القضايا والملفات التي تخص أفريقيا والمغرب العربي والشرق الأوسط، أن واشنطن لا تعلم جميع أفعال إسرائيل "فهم لا يخبروننا أبدا قبل أن يتحركوا".. المجلة تنشر ترجمة حرفية للوثيقة "المفرج عنها" من سجلات الخارجية الأميركية.
هنري كيسنجر

البيت الأبيض
واشنطن
مذكرة بالحوار
المشاركون: عبد العزيز بوتفليقة، وزير خارجية الجزائر
محمد بجاوي، سفير الجزائر في فرنسا، ومساعد بوتفليقة
هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي
عيسى الصباغ، مدير مكتب الشؤون العامة بالسفارة الأميركية بجدة
بيتر رودمان، مجلس الأمن القومي
التاريخ والوقت: الأربعاء، 17 ديسمبر (كانون الأول) 1975
8:05 – 9:25 صباحا (الإفطار)
المكان: مقر إقامة السفير الأميركي، 41 شارع دي فوبورغ، سانت هونوري، باريس
الموضوع: «سي آي إيه سي»، الصحراء الإسبانية، أنغولا، الشرق الأوسط
(حيا الوزير الأميركي الوزير في القاعة الزرقاء).
كيسنجر: ولد شقي!
(دخل المصورون لفترة قصيرة، ثم انصرفوا. وانتقلت المجموعة لغرفة الطعام).
كيسنجر: ما هي أكثر المشكلات الملحة التي علينا مناقشتها؟
بوتفليقة: كما تريد.
كيسنجر: (للصباغ) عندما قابلته، كان ثوريا، أما الآن فإنه أصبح دبلوماسيا ثوريا.
بوتفليقة: ذلك ضروري، ففي مراحل معينة من الحياة، يضل المرء عن طريقه بعض الشيء.
كيسنجر: دعونا نتحدث قليلا عن المؤتمر. لا يمكننا فعل الكثير بشأن مشكلة الصحراء الإسبانية، ولكنني أحب أن أسمع آراءكم. ثم أحب أن أنتقل للحديث حول الشرق الأوسط.
(مشيرا للصباغ): لقد كان أفضل مترجم لي. فقد كان مصاحبا لي في المفاوضات كافة.
بوتفليقة: أعرفه جيدا. لقد كان أفضل متحدث بالعربية في «بي بي سي» خلال الحرب العالمية الثانية.
كيسنجر: يبدو بالنسبة لي أن المؤتمر يسير على ما يرام.
بوتفليقة: بشكل عام يبدو النقاش بناء.
كيسنجر: ألم تعتقد أن خطابي كان عنيفا للغاية.
بوتفليقة: كان عنيفا ولكنه لم يكن عنيفا للغاية (ضحك).
كان هناك قدر من التصاعد منذ البداية، ولكنه كان واضحا.
كيسنجر: يجب أن تقول أشياء محددة لجمهورك لكي تسترضيهم. وبالتالي كان علي أن أقول أشياء محددة لكي أسترضي الحضور. إنه شرط مسبق لاستمالة الحضور.
(ترجم الصباغ ذلك من خلال مثل عربي: «على المرء أن يمتدح من يحب».
بوتفليقة: إنها أجمل بالعربية.
كيسنجر: إنه قدري.
بوتفليقة: «على المرء أن يمتدح من يحب».
كيف ترى المؤتمر، واللجان التي ربما يتم تعليق عملها؟
كيسنجر: أعتقد أن اللجان يجب أن تبدأ خلال أربعة أسابيع، مع نهاية يناير (كانون الثاني). وأعتقد أننا سوف نبذل قصارى جهدنا لكي تصبح بناءة. وسوف يكون مفيدا إذا كان يقينا على اتصال دائم مع بعض دول عدم الانحياز لتجنب المواجهات.
سوف يذهب السيد روبنسون إلى نيجيريا في فبراير (شباط) وربما يذهب إلى الجزائر في طريقه إلى هناك أو في طريق العودة. ونرغب في أن يكون المردود إيجابيا، وفي الحقيقة، نعتقد أن المردود الإيجابي هو مسألة ملحة.
بوتفليقة: إذا لم يكن للجان أي توجه، فإنها لن تستطيع إلا إصدار إرشادات.
كيسنجر: سيكون من الأفضل أن يتم وضع الإرشادات في البداية بدلا من أن يتم وضعها داخل المؤتمر. لأنها سوف تثير جدالا محموما، ومن الأفضل أن ينتهي المؤتمر في جو من التعاون.
بوتفليقة: من الذي سيقدم الإرشادات؟
كيسنجر: اللجان نفسها. فقد وضع المؤتمر التمهيدي بالفعل بعض الإرشادات. فأنا أخشى أن نحاول وضعها خلال اليوم والنصف اللذين سوف نقضيهما هنا، مع مغادرة العديد من وزراء الخارجية، فتصبح محاولة تحديد الإرشادات عديمة الجدوى.
بوتفليقة: لدي حل وسط، يمكن عمل ذلك بالتعاون مع رئيس المؤتمر ورؤساء اللجان.
كيسنجر: بعد انتهاء المؤتمر.
بوتفليقة: أجل.
كيسنجر: ذلك ممكن. دعني أفكر في ذلك.
بوتفليقة: هل ستغادر هذا المساء؟
كيسنجر: أجل، فمن المستحيل أن أفعل ذلك الآن. إنه خطر للغاية.
بوتفليقة: أفهم ذلك.
كيسنجر: نحن رؤساء الطاقة.
بوتفليقة: أجل، اليابان ستترأس المواد الخام. فيما سوف يترأس الاتحاد الأوروبي التنمية والتمويل.
كيسنجر: للاتحاد الأوروبي لجنتان. هذا يعني أنني لست المهيمن هنا (ضحك).
المساعد: المملكة العربية السعودية هي المسؤولة عن لجنة الطاقة، وإيران عن لجنة التمويل، والجزائر عن التنمية. ولكن لم يتم حسم المواد الخام بعد.
كيسنجر: الجزائر، إن ذلك مستحيل.
بوتفليقة: المشكلة بين زائير وبيرو ونيجيريا. وليست مشكلتنا.
كيسنجر: ولكنك تشارك في رئاسة أحدها. فهل ترغب في كل شيء.
ولكن ذلك المجال يمكننا أن نقدم فيه أفضل عروضنا، ومن ثم نستطيع أن نتعاون.
بوتفليقة: نرحب بالسيد روبنسون. يستطيع الحضور.
كيسنجر: السيد إندريس سوف يكون سفيرنا في كندا.
دعني أفكر في فكرتك. فهي ليست فكرة سيئة.
بوتفليقة: إنها مجرد فكرة. ونحن نرحب بكافة الاقتراحات.
كيسنجر: لا، أعتقد أنها مثيرة للاهتمام. وسوف أخبرك برأيي خلال اليوم.
بوتفليقة: على كل حال، أهلا بالسيد روبنسون.
كيسنجر: يمكننا أن نفعل ذلك مبكرا. ففي كل الأحوال، أريده أن يزور الجزائر.
بوتفليقة: إنها فرصة ولا يجب أن ندعها تفلت من أيدينا.
كيسنجر: هذا هو رأينا أيضا، وهو ما كان المحور الأساسي لخطابي بالأمس. فالمشكلات العملية يمكن مناقشتها. فيجب أن تتصل بي كلما كانت هناك مشكلة. ففي بعض الأحيان يتحمس الفنيون بعض الشيء. ولكنها بالنسبة لي مشكلة سياسية وأخلاقية. ونحن نحب أن نتعامل معها على ذلك النحو.
بوتفليقة: هل هناك مشكلات تشغل بالك؟
كيسنجر: لا، هذه هي المشكلة الوحيدة.
عبد العزيز بوتفليقة
الصحراء الإسبانية
كيسنجر: دعونا نتحدث عن موضوع الصحراء. يجب أن تعلموا أننا مارسنا ضغوطا قوية على إسبانيا لكي نجد حلا ما. بل إننا حاولنا أن نثني الملك الحسن عن دخولها.
هل سمعتم ما قاله موينهان؟ قال إن الروس استولوا على الصحراء، وسرعان ما سيصبح هناك عجز في الرمال (ضحك).
نحن نرغب حقا في أن نبقى بعيدا عن مشكلة الصحراء. فهو ليس موقفا بطوليا.
بوتفليقة: أعتقد أننا يجب أن نتعامل مع المشكلة على النحو الصحيح، فيجب أن نتحدث بصراحة وعلى نحو مباشر. فمشكلة الصحراء تعد سابقة في العالم ومشكلة مهمة أيضا بالنسبة للشرق الأوسط.
كيسنجر: لماذا هي مهمة بالنسبة للشرق الأوسط؟
بوتفليقة: إذا تم عقد اتفاقية بين مصر وسوريا والأردن وإسرائيل، فهل تعتقد أن العالم العربي سوف يتخلى عن الفلسطينيين؟ إنها نفس المشكلة. فأنت لا تستطيع التخلي عن الصحراء، أو شعب ناميبيا.
فالمغرب وموريتانيا لهما علاقة بالقضية، ويحاولان التوصل إلى حل. وهناك الآن قرار من محكمة العدل الدولية.
كيسنجر: لم أكن أدرك ذلك.
بوتفليقة: كلا، لقد درست التفاصيل المتعلقة بكل طرف من الأطراف، ولم يكن هناك سوى حل سلمي واحد.
كيسنجر: لا أفهم ما هو حق تقرير المصير بالنسبة للصحراء. يمكنني فهم ذلك بالنسبة للفلسطينيين ولكن تلك مشكلة مختلفة بعض الشيء.
بوتفليقة: لم يعد سكان قطر مهمين.
كيسنجر: ولكن لهم شيخا. ولديهم دولة مستقلة.
بوتفليقة: ولكنهم يستطيعون أن يستقلوا أيضا. هل زرت دبي؟
كيسنجر: كلا. لأن الأمن يعتقد أن استقبالي سيكون حماسيا بعض الشيء. ولذا لن يسمحوا لي (ضحك).
بوتفليقة: لا أعتقد أن كلا الجانبين – سواء من شجعوك أو من ثبطوا عزمك – لديهم الحق في ذلك. فإنها بلاد تستحق الزيارة.
كيسنجر: ما الذي سوف يحدث في موضوع الصحراء؟
بوتفليقة: أتمنى أن تضع في اعتبارك تقديم حل، لأن ذلك مهم.
كيسنجر: أية حل؟
بوتفليقة: هناك نوع وحيد من الحلول. إنها مسألة مبدأ. يجب أن يكون هناك استفتاء، وسوف تقبل الجزائر بنتائج الاستفتاء. فإذا رغبت الصحراء في أن تصبح مع المغرب أو مع موريتانيا أو الجزائر، فليست هناك مشكلة. أو يمكنها أن تصبح مستقلة.
كيسنجر: هل يمكن إجراء الاستفتاء والمغاربة موجودون هناك؟
بوتفليقة: يجب أن تكون هناك ضمانات. فلا يمكن أن يتم إجراء الاستفتاء تحت التهديد. فكان من الممكن إجراؤه في ظل وجود الإسبان لأنهم كانوا سيغادرون.
كيسنجر: والموريتانيون هناك أيضا. فهل قسموها بالنصف؟
بوتفليقة: ربما النصف والنصف ولكن هناك مناحي عدة للمشكلة. الصيد؟ وهناك مشكلة سياسية ومشكلة اقتصادية ومشكلة سيادية.
من المستبعد تماما أن تخضع المغرب لأي من محكمة العدل الدولية أو الأمم المتحدة. ولا يمكن لساحل العاج أن يحكم بموضوعية. فقد قال أحد القضاة بمحكمة العدل الدولية إنها مسألة تضامن ملكي. لقد أخبرني بذلك في لاهاي.
كيسنجر: واحدة من الكيانات الدولية القليلة التي لا تهيمن عليها.
بوتفليقة: إنه الأمر نفسه بالنسبة للولايات المتحدة!
كيسنجر: أكرر، ليس لدينا اهتمام بمثل تلك القضية.
بوتفليقة: ولكنك، شخصيا، يجب أن تدرسها.
كيسنجر: لماذا؟
بوتفليقة: لأنك تعمل بذكاء بالغ. يجب أن أقول لك صراحة.. ربما لم يكن عبرك.
كيسنجر: لقد قمت أنت بذلك.
بوتفليقة: لقد كان موقفك مبدئيا، وكان واضحا للغاية. فصحافتك – «نيوزويك»، «نيويورك تايمز» – كانت موضوعية تماما تجاه المشكلة. ونحن نرى أن الولايات المتحدة كان بإمكانها عرقلة المسيرة الخضراء. كان يمكن للولايات المتحدة أن توقفها أو أن تنحاز لها.
كيسنجر: هذا ليس صحيحا.
بوتفليقة: نحن نعتقد أن فرنسا على العكس لعبت دورا صريحا. لم يكن هناك أي كياسة أو مواربة. بورقيبة، سنغور – لقد حاولا أن يستخدما ما تبقى من نفوذهما لدى فرنسا. لم تكن هناك براعة أو دراسة.
لا أعرف إذا كان ذلك يتوافق معك. ولكن هناك عواطف وقد تأثرنا للغاية نظرا لأننا اعتقدنا أنه موقف مناهض للجزائر.
كيسنجر: ليس لدينا موقف ضد الجزائر. المشكلة الوحيدة كانت إلى أي حد سوف نتدخل. فأن نمنع المسيرة الخضراء معناه أن نضر علاقاتنا بالمغرب تماما. أي أن نفرض عليها حظرا.
بوتفليقة: كان يمكنك أن تفعل ذلك. أن توقف المساعدات العسكرية والاقتصادية.
كيسنجر: ولكن ذلك يعني إفساد علاقاتنا بالمغرب تماما.
بوتفليقة: كلا، لم يكن ملك المغرب ليتجه إلى السوفيات.
كيسنجر: كما أننا ليس لدينا ذلك القدر من الاهتمام بالصحراء.
بوتفليقة: ولكنك لديك اهتمام بإسبانيا والمغرب.
كيسنجر: والجزائر.
بوتفليقة: وقد حسمت خياراتك.
كيسنجر مع الحسن الثاني
كيسنجر: لا أعتقد أننا حابينا أحد الأطراف. فقد حاولنا أن نبقى بعيدا عن القضية.
بوتفليقة: لا يمكن لدورك أن يكون هامشيا أو خاليا من المصالح لأنه كان هناك تعاون عسكري مع المغرب، ومن ثم، إذا ما أخذنا ذلك في الاعتبار، فلا يمكن أن تكون محايدا بين المغرب والجزائر. ومن ثم، أفهم أنه كان عليك أن تنحاز للمغرب أو ذلك ما بدا.
كيسنجر: (للصباغ، الذي يترجم) ما يتذمر وزير الخارجية بشأنه هو أننا لا نحابي الجزائر. ولكي نتبنى موقفه، كان علينا أن نغير مواقفنا تماما.
بوتفليقة: ربما كان من الأسهل أن تتعامل مع مبدأ الحق في تقرير المصير باعتباره نقطة البدء. الآن لدينا جار لديه حدود متحركة – مع موريتانيا، والنيجر، والجزائر. حدود متحركة. بعد عشر سنوات. لقد قبلنا وجود موريتانيا في المنطقة. فإذا احتلتها المغرب بالحد الأدنى من الشرعية، سوف تكون سابقة خطيرة. فإذا حدثت مثل تلك السابقة من الحدود المخترقة في المنطقة، سيصبح هناك خطر نشوب نزاعات. ولم يتأخر الوقت لكي تعمل على دفع مسار الحل. فإذا ما توافر الحد الأقصى من ضمانات الأمم المتحدة لإجراء الاستفتاء، سوف تقبل الجزائر بذلك. فلم تقر أي من محكمة العدل الدولية أو الأمم المتحدة بحقوق المغرب أو موريتانيا.
كيسنجر: دعني أفكر بشأن ذلك وسوف أتواصل معك عبر سفيرنا.
متى ترسلون سفيرا إلى واشنطن؟
بوتفليقة: هذه ملاحظة جيدة. في بداية العام سوف نرسل سفيرا. أعتقد أنه من مصلحتنا أن نختار الشخص الملائم. وسوف أحل المشكلة على وجه سريع.
كيسنجر: سيكون مفيدا أن يكون لدينا شخص ما في واشنطن.
بوتفليقة: أود أن أجد شخصا لديه مكانة ملائمة لكي يلائم ذلك المنصب.
كيسنجر: سوف نرحب به في واشنطن.
بوتفليقة: أنا متأكد من ذلك دكتور كيسنجر، فقد أسسنا مثل تلك العلاقة على التعاون. وعلى المستوى الاقتصادي، حققنا تعاونا هائلا لا يمكن أبدا أن ننساه. وعلى المستوى السياسي، لا يمكن الشكوى بشأن الشرق الأوسط.
كيسنجر: كلا، لقد كنتم ذا عون.
بوتفليقة: إذا كان لديك مشكلة مع كوبا أو فيتنام أو كامبوديا، سوف يسعدنا أن سرا..
كيسنجر: لا يتفهم رجالنا في الأمم المتحدة دائما علاقتنا. ولكنني أتفق معك أن هناك علاقة إيجابية للغاية، وأنا أقدر ذلك.
بوتفليقة: أكرر وأؤكد أننا أصدقاء حقيقيون. فليس لدينا شيء لإخفائه. فمجرد وجودنا هنا معك على الطاولة يؤكد ذلك. فكان يمكن أن تقول: «دعونا نذهب لكي نجلس في ركن بمكان ما».
كيسنجر: بالطبع. دعني أفكر في مسألة الاستفتاء. خاصة إذا كان الأمر لا يقتضي انسحابا قبل إجراء الاستفتاء.
بوتفليقة: أجل، فقد قلت إن الانسحاب ليس عاملا حاسما. ولكن يجب أن تكون هناك ضمانات قوية بأن الناس يستطيعون اتخاذ القرار بحرية. فأنت تعلم أن الاغتيالات يمكن أن تنتشر.
فلا يجب أن تتبقى أي مشكلات. مذابح مثلا.
كيسنجر: في الصحراء؟
بوتفليقة: بالطبع. فإنها مسألة مصالح. فأنا لا أعرف لماذا تريد موريتانيا مثل تلك الحدود أو لماذا يجب أن ترتعب الجزائر. فالأمر ليس صحيا. ولكن إذا اقتسمتها كل من المغرب وموريتانيا فلن تكون هذه سياسة.
كيسنجر: نحن لم نلعب دورا نشطا للغاية. لأننا لدينا ما يكفي من المشكلات دون أن نتحمل المزيد. ولكنني سوف أفحص الأمر وسوف أتواصل معك.
بوتفليقة: فكر في الأمر.
كيسنجر: سوف أفكر به.
بوتفليقة: لا أعتقد أنك تريد دولة جديدة في المنطقة.
كيسنجر: إذا حدث ذلك فسوف نتقبل الأمر. لقد قبلنا كلا من غينيا بيساو والرأس الأخضر.
بوتفليقة: هناك ثروات كبيرة. ففي خلال 10 إلى 12 عاما سوف تصبح كويت المنطقة.
كيسنجر: ولكننا لم نعارضها. فليست لدينا مصلحة محددة.
بوتفليقة: من الضروري أن نحافظ على التوازن الذي عملنا من أجله في المنطقة. فأنا لا أعتقد أنك تستطيع تحقيق مصالحك في ظل وجود اضطرابات في المنطقة.
كيسنجر: أوافق على ذلك.
بوتفليقة: لقد اندهشت عندما رأيت فرنسا وتونس يعملان معا باعتبارهما «قوى بحر أوسطية». ففي ظل المشكلات الموجودة في الشرق الأوسط وقبرص، والمغرب، يعد الحديث عن البحر المتوسط أمرا متفائلا.
كيسنجر: لم نكن فعالين. فلم نبذل جهودا كبيرة على الجانبين. فلم نساعدك ولكننا لم نساعد المغرب أيضا.
بوتفليقة: في الشرق الأوسط، هناك أراض محتلة، وسياسة الأمر الواقع، والجميع يتحدث عن المفاوضات. فإذا تحدثت مع الموريتانيين، لن تجد مبررا لتحدي قرار محكمة العدل الدولية. ولا يوجد سبب لعدم الثقة في محكمة العدل الدولية. فقد كان ساحل العاج وغيرها.
وأحب أن أضيف. أيا ما كانت العناصر التي تؤيد المغرب، فإنها تحررت بعد قرار المحكمة الدولية. كان نوعا من التعمية.
كيسنجر: دعني أفكر فيما إذا كان هناك ما يمكن عمله. سأفكر في ذلك. فلا أحب أن أعد بما لا يمكنني عمله.
بوتفليقة: إذا استطعت.

أنغولا
كيسنجر: دعنا نتكلم عن أنغولا. ليس لدينا اهتمام بها. فقد تركناها وحدها حتى أغسطس (آب). ولكن ما لا نريده هو أن يقوم الاتحاد السوفياتي وكوبا بتأسيس النظام السياسي هناك. فسوف نعمل على انسحاب كافة القوى الأجنبية وإنهاء كافة أشكال الإمداد العسكري.
كما أن جبهة تحرير موزامبيق ليست صديقا للولايات المتحدة فهي ماركسية.
بوتفليقة: كلا. إنها يسارية.
كيسنجر: ولكننا لم نعارضها وأسسنا معها علاقات دبلوماسية على الفور.
بوتفليقة: لقد كان ذلك شيئا طيبا.
كيسنجر: وأفكر في زيارتها إذا ما سافرت لأفريقيا.
بوتفليقة: سوف يكون ذلك أمرا طيبا أيضا.
كيسنجر: إذن هي ليست مسألة تتعلق باليسار. فقد شحن الاتحاد السوفياتي 20 ألف طن من المعدات العسكرية. وما زلنا نرحب بالبقاء خارج الموضوع. ولكننا لا نريد للاتحاد السوفياتي وكوبا أن يرسخا أوضاعهما هناك. فذلك يقلقنا، نظرا لعلاقاتنا بالاتحاد السوفياتي، أن تنشط في ذلك المكان النائي، ثم نظرا لعلاقاتنا بكوبا. لقد تماديت في تطوير العلاقة، ثم بدأوا ينازعون على بورتريكو ثم على أنغولا.
ربما سيزداد وضعنا المحلي أكثر تعقيدا ولكننا سوف نصل إلى شيء ما. والغريب، أن كل واقعة مثل هذه تدفع الوضع المحلي باتجاه اليمين.
بوتفليقة: أعرف القادة شخصيا. فأنا أعرف نيتو، وأعرف روبرتو وأعرف سافمبي. وهم يرون أنك لم يكن لديك الوقت لتأسيس علاقة مع الحركة الشعبية لتحرير أنغولا. فهناك ثلاثة أو أربعة أقسام تفكر كمثقفي «ريف جوش» أو سان جيرمان والذين يعتقدون أنهم ماركسيون. وهم ماركسيون بقدر النظام في برازافيل. فإذا مثلت البرازافيل تهديدا جديا بالنسبة للولايات المتحدة فإن الحركة الشعبية لتحرير أنغولا تمثل خطرا.
كيسنجر: ولكن هذه ليست هي المشكلة. فإذا كانت الحركة الشعبية لتحرير أنغولا قد نشأت وحدها، كنا سنتقبلها. فما يزعجنا هو الدور السوفياتي.
بوتفليقة: الدور السوفياتي مبرر.
كيسنجر: وكذلك دورنا.
بوتفليقة: وكذلك دورنا.
بوتفليقة: إذا كنت تراها كمشكلة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، فإنها مسألة انفراج في العلاقات الدولية. وذلك ما فعلتموه مع الصين كذلك.
كيسنجر: ومع العرب.
بوتفليقة: يجب أن تقيم علاقات مع الحركة الشعبية لتحرير أنغولا.
كيسنجر: ولكن عمليات النقل الجوي السوفياتي يجب أن تتوقف أولا.
بوتفليقة: إنه صراع على السلطة. سواء الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، أو أي حركة أخرى. فإن ذلك ليس المهم، فالقضية تتعلق بالاستقلال. فالوضع هناك يشبه الحرب فقد كان نزاعا طويلا. إنها حرب أهلية. لماذا يجب أن يجعلك ذلك في مواجهة الاتحاد السوفياتي؟ فلماذا لا تقيم علاقات مع الحركة الشعبية لتحرير أنغولا؟ فذلك سيكون أسهل مما تعتقد.
كيسنجر: لا نستطيع قبول الاتحاد السوفياتي في المنطقة. فقد كنت رجل الانفراج في العلاقات الدولية.
بوتفليقة: لا تضع ذلك كمشكلة بينك وبينهم. فأنا أتحدث كصديق. فلا تعاديهم بسبب ذلك.
كيسنجر: أوافق على ذلك. ولكن عندما يكون المدافعون عن الانفراج في العلاقات الدولية في الولايات المتحدة يحاربون من أجله، فإن موقف الاتحاد السوفياتي الحالي يعد تصرفا غير مسؤول. خاصة فيما يتعلق بأهداف ثانوية. فإذا كان الأمر يتعلق بسوريا لكنا تفهمنا الأمر. فنحن لا نتذمر من وصول الأسلحة السوفياتية إلى سوريا.
بوتفليقة: تحاول منظمة الوحدة الأفريقية عقد قمة.
كيسنجر: لماذا ليست حكومة ائتلافية؟
بوتفليقة: هذا هو المفترض في أنغولا. فسوف تعقد منظمة الوحدة الأفريقية قمة. فيجب أن تتواصل مع العواصم الأفريقية من خلال سفرائك أو مبعوث خاص. فهم سوف يدينون التدخل في جنوب أفريقيا.
كيسنجر: ذلك لا يزعجني.
بوتفليقة: وثانيا، سوف يتذمرون بشأن التدخل الخارجي. ويمكننا أن نطلب من الأفريقيين ألا يتسببوا في كارثة في أنغولا. إذن، لا يوجد أي سبب لأن نعتبر الحركة الشعبية لتحرير أنغولا هي العدو.
كيسنجر: نحن منفتحون تجاه الحركة الشعبية لتحرير أنغولا. ولكن ما لا يمكننا التعامل معه بانفتاح هو الاتحاد السوفياتي. فإذا ظهروا كحركة مستقلة مثل «جبهة تحرير موزامبيق»، لن تكون هناك مشكلة.
بوتفليقة: هل يمكن أن أخبرهم بذلك؟
كيسنجر: أجل. فنحن لسنا ضد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، بل إننا ضد وجود الاتحاد السوفياتي في أفريقيا. وضد جنوب أفريقيا أيضا. تستطيع أن تخبرهم أننا لسنا ضد الحركة الشعبية لتحرير أنغولا.
بوتفليقة: فكر في اقتراحي.
كيسنجر: سوف أفعل.
كيسنجر مع الملك حسين
الشرق الأوسط
كيسنجر: دعنا نتحدث حول الشرق الأوسط. لقد أوضحت رأيي بصراحة عندما التقينا في نيويورك. فنحن في موقف متناقض. إن الرأي العام في أميركا أكثر استعدادا لأن يفعل شيئا الآن أكثر من أي وقت سابق. ولكننا لدينا فترة التسعة أشهر، والتي لا نستطيع أن نفعل الكثير خلالها.
وتحاول إسرائيل إحداث قدر كبير من الفوضى في الشرق الأوسط، لأنها تعتقد أننا لا نستطيع أن نفعل الكثير حيالها حاليا. وذلك هو ما دفعهم إلى قصف لبنان. فقد رأيت في «الهيرالد تريبيون» تقريرا يفيد بأننا طلبنا منهم أن ينسقوا معنا. ولكن ذلك ليس ما طلبناه: فقد قلنا إننا لسنا مسؤولين عن الأفعال التي يقومون بها دون التشاور معنا. وذلك مختلف تماما. وقد احتججنا على بناء مستوطنات في الجولان.
بوتفليقة: هناك خطر على سياسة أميركا حتى في هذا التعبير.
كيسنجر: ماذا تعني؟
بوتفليقة: حيث يمكن أن يقال إن جميع أفعال إسرائيل تمت بمباركة أميركا.
كيسنجر: كلا، لم نكن نعرف إطلاقا. فهم لا يخبروننا أبدا قبل أن يتحركوا.
ولكن تلك ليست النقطة الأساسية. فالأساس هو: أنهم حاليا مستفزون للغاية. فقد أنشأوا مستوطنات، ولن يتخلوا أبدا عن أكثر من 200 متر من الأرض، وهو ما يمثل إهانة بالنسبة لسوريا، لأنها أراض سورية. وعندما أتى بيريز إلى أميركا.. ليحصل على «إف 15» التي كنا قد وعدناه بها قبل عام ونصف، كان هناك تأخير نظرا لإجراءات التسليم وإعادة تقييم الموقف أيضا. ولكنه خرج وأعلن أن لديه شيئا جديدا، كرد فعل على «ميغ 25» السورية. فقد فعل ذلك لكي يثير العرب. ولكنه كان يكذب.
في الكونغرس، كان مؤيدوهم يضعون التعديل تلو الآخر، والموجه في معظمه ضد المملكة العربية السعودية. لماذا؟ لأنهم يريدون أزمة خلال العام الحالي وليس التالي. فهم يرغبون في أن يفصلوا بين العرب والولايات المتحدة حتى يستطيعوا خلال العام المقبل، عندما يكون لدينا حرية حركة، أن يقولوا «لماذا تفعلون أي شيء لهؤلاء المجانين؟».
فهم يرغبون في العودة إلى فترة 1967 – 73 عندما كانوا أصدقاءنا الوحيدين في الشرق الأوسط. وهم يدركون أن الوقت ينفد. فهم لا يستطيعون الحصول على ملياري دولار سنويا لعدد لا نهائي من السنوات. وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون تسلم ما تم التصويت عليه خلال العام الحالي قبل 1978-79. وبالتالي، فلدينا جميعا وسائل ضغط في أيدينا. وذلك هو السبب في أنهم يحاولون الحد من سلطتي. ولكن ذلك ليس الشيء الرئيسي. فالشيء الرئيسي الذي أرغب في أن أقوله هو أن العرب يجب أن يظهروا ضبط النفس لمدة عام. فنحن لا بأس لدينا بشأن نشوب حرب.. فيمكننا أن نظهر أننا أقوياء. ولكن الشيء الرئيسي هو أن نحرز أي قدر من التقدم ممكن خلال العام الحالي، ثم نكمل العمل خلال العام المقبل. وأقول هذا كصديق.
بوتفليقة: نحن ممتنون.
كيسنجر: لأنكم عمليا أنتم الفائزون. ولا يجب أن تسمحوا باستفزازكم. ويجب أن يفهم السوريون ذلك.
بوتفليقة: هل لديكم مشكلات معهم؟
كيسنجر: كلا. ولكنني أخشى أن يدفعهم كبرياؤهم لفعل شيء لاحقا. وأفكر في الذهاب بنفسي إلى هناك في مارس (آذار) لكي أرى أصدقائي.
بوتفليقة: تفهم العواصم العربية موقفكم الانتخابي.
كيسنجر: لقد كان العرب جيدين حتى الآن. ولكن ما يقلقني هو الطريقة الجديدة – قانون المقاطعة، والقوانين المناهضة للتمييز – فربما يثيرهم ذلك.
بوتفليقة: هل يمكن أن يمر؟
كيسنجر: لا أتمنى ذلك. فنحن نخشى ذلك كثيرا. فيجب أن تثق في أنني أعارض ذلك.
بوتفليقة: لأول مرة، يدخل الفلسطينيون مجلس الأمن. وذلك أمر طيب.
كيسنجر: لقد صوتنا لصالحهم.
بوتفليقة: يمكنك زيارة المنطقة والقيام بجولة فيها، لكي تحصل على بعض الوقت حتى الانتخابات. فنحن لا نعتقد أنها فترة صعبة. والجزائر تتفهم ذلك.
كيسنجر: ونحن نقدر ذلك.
(انتهى اللقاء)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.