المصحّات النفسية من المرافق التي ينبغي أن تتوافر بشكل علمي في كل محافظات جمهوريتنا اليمنية. وهي بحاجة إلى شروط ليتحقق فيها الشفاء العاجل لكل مرضانا، ولا أملك إحصاء للمصحات النفسية في بلادنا.. لعل هذا عمل وزارة الصحة العامة. أما الذي أعلمه؛ فهو أن هناك كثيرين من المرضى النفسانيين الذين هم في أمسِّ الحاجة إلى العناية الفائقة. وما أعلمه هو ألا أطباء بالكم المطلوب، ولا أعلم أن هناك تأهيلاً عالياً يُعنى بهذا النوع من المرض والمرضى. أما الذي أعلمه حقيقة فهو أن الدولة ليست بخيلة على مواطنيها بدليل الميزانية بالمليارات التي تُنفق على المرفق الصحي العام، ولكن أرجو أن يكون هناك تخطيط يُعنى بالصحة النفسية، صحة المرضى النفسانيين. ولقد رأيت بعض مصحات نفسانية أهلية؛ ولكن على درجة من الإهمال ودرجة من عدم الرعاية والعناية، فالمرضى مهملون، وكل ما يمكن أن يفهمه أصحاب هذه المصحات هو طلبهم مبالغ خرافية من أهل المرضى؛ يقدمون لهؤلاء المرضى أدوية مهدئة، ربما تكون سبباً في أمراض أخرى، كالفشل الكلوي ومضاعفات تعجّل بالموت المؤكد!!. كنت أتمنى أن تذيع وزارة الصحة أرقاماً بالخدمات التي تقدمها للمصحات النفسية والمرضى النفسانيين. وكنت أتمنى أن تقدم أرقاماً تحصي المعالجين من الأطباء المؤهلين علمياً. كما كنت أتمنى على رجال الأعمال التجار أن يبادروا باستثمار جزء من أموالهم المكدسة لإنشاء المصحات النفسانية المتكاملة علاجاً وموقعاً وعناية شاملة. أطلب إلى وزير الصحة أن يترك المكتب- لا ليزور هذه المصحات النفسانية - ولكن المشافي العامة ليرى بعينيه هذا الإهمال الذي يسيء إلى الدولة، ويتهمها بالقصور، مع أن عشرات المليارات تنفقها الدولة بسخاء على المواطنين المرضى!!.