يقترب العيد ال45 للثورة اليمنية الخالدة.. الثورة الإنسانية الوطنية، القومية ضد الاستبداد والاستعمار.. الاستبداد في المحافظات الشمالية، والاستعمار في المحافظات الجنوبية.. وهو ما يؤكد الحقيقة التاريخية أن اليمن أرضاً وشعباً وثورة، واحد.. وتعالوا معي نقرأ الهدف الأول من أهداف الثورة الخالدة، حيث يقول في عبارته الأولى: «التحرر من الاستبداد والاستعمار...». هذا الجزء الأول من هدف الثورة اليمنية الأول يؤكد واحدية الثورة اليمنية ضد الاستبداد الأسري الحميدي في المحافظات الشمالية، وضد الاستعمار في المحافظات الجنوبية، والتحرر من الاستبداد والاستعمار الخطوة والمقدمة الأولى نحو إعادة اللحمة لليمن أرضاً وشعباً، وهي خطوة تضمنتها أهداف الثورة الخالدة، في الهدف الخامس من أهداف الثورة. هذه الواحدية الثورية جاءت من واحدية الشعب الذي التف حول الثورة يذود عنها من كل اليمن، فهاهم أبناء ردفان والضالع يلتحقون بإخوانهم في العاصمة صنعاء للدفاع عن الثورة منذ الأيام الأولى لقيام الثورة، وخرجوا نحو المناطق الشمالية في حملات بقيادة أعضاء مجلس قيادة الثورة أحمد الكبسي ويحىى المتوكل لمطاردة فلول الحكم الحميدي المباد، ويرسخوا النظام الجمهوري الجديد في شمال الشمال، وكان في طليعة هؤلاء «لبوزة» من ردفان، وكانت معه مجاميع كثيرة من الضالع وردفان ولحج وأبين وحضرموت وشبوة، جاءوا من عدن مع الأيام الأولى للثورة، وانخرطوا في صفوف الحرس الوطني جنباً إلى جنب مع أبناء المحافظات الشمالية، لأنهم أحسوا أن الثورة ثورة اليمانيين جميعاً. وبعد سنة تم التخطيط لاستكمال الثورة فطُلب المقاتلون من أبناء ردفان والضالع في شمال الشمال إلى صنعاء، وأبلغوا بالعودة إلى جنوب الوطن لإعلان الثورة وحرب التحرير ضد الإنجليز، وعاد هؤلاء، وبالتنسيق والدعم والتمويل من قيادة الثورة في إب أعلنوا الثورة ضد الإنجليز من جبال ردفان بقيادة لبوزة الذي استشهد في أول معركة عسكرية مع الإنجليز في ردفان، وذلك في ال«14» من أكتوبر 1963م.