الثورة اليمنية (سبتمبر، وأكتوبر) ثورة واحدة، تأتي واحديتها من وحدة الشعب اليمني.. فعمر الشعب اليمني ما انفصل عن بعضه، وكان يشعر بالعداء ضد أسباب وعوامل التشطير ووجوب إزالة الإمامة، والاستعمار البريطاني, وتجسد هذا الانتماء اليمني الموحد في أهداف الثورة الخالدة..الهدف الأول الفقرة الأولى منه التي تقول: ( التحرر من الاستبداد والاستعمار) أي الخلاص أولاً من الاستبداد الحميدي الحاكم في شمال الوطن، العمل على مد الثورة إلى جنوب الوطن بإعلان الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وذلك ما حصل حين أعدت قيادة الثورة وجهزت لإطلاق الكفاح المسلح في جنوب الوطن, حيث أعيد المقاتلون من المحافظات الجنوبية المحاذية للحدود الشطرية المصطنعة بقيادة لبوزة، وتزويدهم بالأسلحة ودعم خطة تسللهم إلى الجنوب مع الأسلحة اللازمة لتكن أول مواجهة للكفاح المسلح مع البريطانيين في ردفان في 14 أكتوبر 1963م, وقد استشهد لبوزة في هذه المواجهة بعد لجوء البريطانيين لاستخدام سلاح الطيران حين عجزت قواتهم البرية رغم تقدمها وحداثيتها أمام قوات الثورة المسلحة. بعدها شكلت وتكونت جبهة التحرير، وكذا الجبهة القومية لخوض كفاح مسلح ومنظم مسنود من قيادة الثورة في صنعاء عاصمة الثورة المسلحة، وبدأ العمل الفدائي.. وأنشئت إذاعة تعز موجهة إلى جنوب الوطن لإسناد الثورة المسلحة إعلامياً، وتأليب الشعب معها. والجبهتان كانتا تضمان عناصر من كل محافظات اليمن لتتأكد واحدية ووحدة الشعب اليمني، وواحدية الثورة اليمنية ضد الاستبداد والاستعمار. وحين حرصت الثورة في هدفها الأول كما سبق ذكره على التحرر من الحكم الإمامي المتخلف، والاستعمار..إنما إيماناً بوحدة اليمن كهدف وطني قوي كما جاء في الهدف الخامس (العمل على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في إطار الوحدة العربية الشاملة), وقد تحقق ذلك والحمد لله في ال22 من مايو 1990م, وتبقى حماية الوطن وحدة وثورة وجمهورية مسؤوليتنا ومسؤولية أبنائنا من بعدنا.