أوشكنا على بلوغ النصف الأول من شهر رمضان دون منغصات الغاز ومناظر الطوابير وهي مصطفة أمام محلات بيعها للظفر بدبة غاز ولو بأضعاف سعرها كما جرت عليها العادة في رمضان 2006م وماقبلها. كم منا جرح صيامه؟! وهو يبحث عن تلك الاسطوانة اللعينة وينزل ما تيسر له من شتم وسباب لكل من أسهم في خلق الأزمة والاتجار غير المشروع على حساب الغلابى فبدلاً من أن يزكي أصحاب وكالات الغاز عن أموالهم في شهر رمضان كانت زكاتهم «بالشقلوب» يأخذون الأموال من الفقراء عنوة عبر اسطوانة غاز ليزدادوا ثراء على ثراء. الأيام الأولى من رمضان مرت بسلام اللهم اجعلها عادة. في إحدى الأمسيات الرمضانية التي جمعت التجار بالمحافظ/صادق أمين أبو راس وعدداً من الإعلاميين طرحت قضية أزمة الغاز وهي قضية أعادتنا إلى رمضان زمان ويبدو أن الطرح والنقاش اعتمد على الذاكرة عندما نوقشت قضية مرحلة من السنوات الماضية كما ترحل المشاريع المتعثرة من عام إلى آخر.. صحيح أننا مازلنا في انتظار الازمة في أية لحظة وساعة فهناك الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة الذين جعلوا من رمضان شهراً للترزق والابتزاز والاتجار في قوت المواطن.. ولكن ومع هذا يجب أن يحدونا الأمل بأن يظل الوضع على ماهو عليه ولا نتفاجأ بأزمة غاز ونخرج وأولادنا نصطف في طوابير حتى مطلع الفجر. أزمة غاز لا توجد وإن حاول البعض في اليوم الأول من الشهر الكريم خلق أزمة ب«الصميل» برفع سعر الاسطوانة وإيهام الناس بأن الأزمة باتت على الأبواب إلا أن وكلاء البيع وأصحاب المحلات يبدو أنهم خجلوا من أنفسهم عندما وجدوا الغاز في السوق «بوار» وجعل من حاول خلق الأزمة «يستحي على دمه» ويكمل صيامه بحق مثل عباد الله «الصالحين» لا «الطالحين» ولا يجعلنا نجرح صومنا كما جرحناه في السنوات الماضية التي كان يهل علينا الشهر الفضيل ونحن في دوامة البحث عن الغاز. وإذا كان الغاز توفر أين هي الكهرباء؟ لقد سمعنا وعوداً من الدكتور/مصطفى بهران وزير الكهرباء والطاقة بأن رمضان سيكون خالياً من الانقطاعات الكهربائية إلا أن العكس هو الحاصل بعدما استبشرنا خيراً بتعزيز الشبكة بمشاريع كهربائية لأجل التخفيف من الضغط على زيادة الطلب للتيار وجدنا العكس. الانطفاء متكرر في عدد من المحافظات لدرجة أن الحارة الواحدة نصيبها من الانطفاءات ثلاث فترات في اليوم الواحد وتعز خير دليل على ذلك حيث دشنت فيها محطة بقدرة 20ميجاوات جعلت المواطنين يتنفسون الصعدأ إلا أن العجز في الطاقة تعدى الخيال والنكتة أن الكهرباء منعت أصحاب المصانع والمناشير والورش من العمل في الليل لتوفير الطاقة.. إلا أنهم في النهار يفاجأون بالكهرباء وهي منطفئة.. إنها خراب بيوت. ولا ندري هل السبب هو الإضافة التي تم احداثها لتعزيز الطاقة؟! إذا كان الأمر كذلك فإن الكهرباء النووية سوف تؤدي إلى إغراق البلاد في ظلام دامس. والكهرباء مثل الماء من منغصات الشهر الفضيل خاصة وأن الشركة المنفذة لشبكة المياه والصرف الصحي بتعز «عصدت الدنيا عصيد» وكلما نستبشر بخير نجد المشكلة تتفاقم في أغلب الحارات التي أصبحت اليوم محرومة من المياه.. فهل صحيح أن الشركة المنفذة أضاعت خارطة الطريق وأصبحت تجهل مواقع حوابس المياه؟!