أتابع الحديث عن أهداف الثورة اليمنية الخالدة.. حيث كان الهدف الثاني: «بناء جيش وطني قوي لحماية الثورة ومكاسبها» إن أي بلدٍ وشعبٍ يثور على الظلم والاستبداد والاستعمار لاشك أنه سيتعرض للمؤامرات والدسائس والعدوان لوأد ثورته، وسلب حريته، وإعادته إلى حظيرة العبودية والاستبداد والخضوع للمستعمر الأجنبي. الثورة اليمنية كانت بقيادة طليعة من الجيش «الضباط الأحرار» الذين أحسوا، بل كانوا في طليعة من يعاني الظلم والاستبداد والاستعباد والتخلف «الجهل والفقر والمرض» الثالوث المخيف.. وكانوا يحسون أنهم صاروا عبارة عن آليات لقمع ونهب وإخضاع الشعب للمستبد والمستعمر، وإجبار الأمة على القبول بالظلم.. الأمة التي تتكون من آبائهم وأهلهم وأقربائهم وأبنائهم وبني وطنهم.. فقرروا التمرد والخروج على الحكم المستبد والمستعمر والثورة عليه.. فشكل مجموعة من الضباط الشباب تنظيماً عسكرياً سمي ب«تنظيم الضباط الأحرار»، وخططوا للثورة، ثم أوجدوا لهم قاعدة كافية بين صفوف الجيش التقليدي الذي كان لا يقل معاناة عن معاناة الشعب.. وحددوا الموعد والزمن المقرر للقيام بالثورة لإتمام الثورة ضد الاستعمار، حسب الهدف الأول. وقام الجيش بالثورة، والتف حول الجيش الشعب مؤيداً ومناصراً ومدافعاً عن الثورة.. التي أكدت ضرورة بناء جيش وطني قوي لحماية الثورة ومكاسبها كهدف أساس للثورة.. ومباشرة بعد الثورة بدأ تطوير الجيش بإنشاء الحرس الوطني، ثم التجنيد لألوية جديدة تدربت في اليمن ومصر، ثم ابتعات مجاميع من الطلاب إلى مصر وروسيا للدراسة في الكليات الحربية ومدارس الأسلحة، جنباً إلى جنب مع افتتاح الكلية الحربية وكلية الشرطة بصنعاء، والمراكز والمدارس العسكرية لإعداد وتدريب وتأهيل جيش حديث ومعاصر قادر على حماية الثورة ومكاسبها. وهكذا ظل التطوير والتجديد والتحديث في القطاع العسكري على كل المستويات البرية والجوية والبحرية، وقد قفزت الثورة اليمنية بالنسبة للجيش قفزات نوعية خاصة في العقدين الأخيرين في المجال العسكري من خلال اهتمام الأخ الرئيس بالجيش اليمني تحديثاً وعصرنة.. وهو اليوم جيش قوي قادر على حماية الثورة ومكاسبها.