مباشرة وبعد إذاعة حلقة السبت من المسلسل التلفزيوني المحلي «شاهد عيان».. سارع وزير الإعلام الأستاذ حسن اللوزي بإصدار توجيهاته بإيقاف عرض بقية حلقات المسلسل .. ومعه كل الحق.. لأنه لم يكن من المسؤولية في شيء السكوت عن تلك الحالة من الضحالة الموضوعية والفنية التي طفحت بها تلك الحلقة. وكنت انتقدت تلك الخفة في عدد الأمس من الجمهورية وسط اعتقاد بأنني أزأر في الفراغ الأجدب.. لكن التوجيهات كانت من النوع الذي ينتصر لمفهوم الرسالة الإعلامية الهادفة والحيلولة دون المبالغة في الخفة التي لا تقدم عملاً فنياً جيداً بقدر ما تسيء للبلاد حضارة وناساً. وبعض الأعمال التي يرى منفذوها أنها فنية تزعج المشاهد من حيث يعتقد من ينفذها أنها تثير السعادة وتشيع المرح.. وللتغلب على هذه الرؤى القاصرة لا بد من إفشاء لغة الصراحة في تقييم الأعمال المحلية لأن بعض من يعملون بها بعد كل هذه الأعوام من التجارب الرمضانية لا يسمعون إلا أنفسهم وينهجون تقليد ماهو بائس بطريقة أكثر بؤساً. ولهذا أتصور أن توجيه وزير الإعلام بتشكيل لجنة تقييم وغربلة والابقاء على ماينفع فقط. سيكون له أثره الإيجابي على أعمال فنية تراعي اسم اليمن. وحتى لو قيل بأننا نعيش زمناً يتعالى فيه الصراخ دون أن نسمع شيئاً مفيداً فإن هذا لايعني أن يتحول الصوت العالي والاستظراف المسيء إلى أعمال فنية تجعلك تتمنى أن يختفي جهاز تلفزيونك أويعطب تماماً. لسنا فقراء في الفكر أو الموهبة بدليل أن المسلسل المحلي «الحب والثأر» يمثل قيمة فنية وموضوعية جديرة باعتقال المتابع أمام الشاشة.. فقط لا بد من التوقف عن عادة الاستخفاف والتبسيط واستبدالهما بالتعب الذي نظهر فيه على العالم بأعمال تحترم المشاهد وتقدم صورة طيبة عن اليمن.