قال الله تعالى :«فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض» صدق الله العظيم إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ثورة عظيمة، تستحق أن تُكتب من أجلها السطور والكتب، ذلك لأنها ثورة قامت من أجل الحرية.. من أجل الإنسان، كانت المفتاح المهم لتلبية طموحات الشعب اليمني العظيم الذي ذاق مرارة الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض المستبد. إن الحديث عن ماقبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر حديث عقيم ليس له معنى إنما استذكار لعهدٍ بات ماضياً أليماً، فقد كان الجهل والفقر والمرض السمة الأساسية لذلك الحكم الإمامي المستبد، حيث كان يظن الإمام ومن حوله في ذلك الحين أن الشعب لن ينقاد لهم إلا إذا بقي جاهلاً وفقيراً ومريضاً، فحين جاء يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962م المجيد بزغ فجر جديد على شعبنا اليمني العظيم فاستطاع بإرادته أن يطرد الفقر والجهل والمرض وإلى غير رجعة، فالثوار الأحرار الذين قدموا أغلى مايملكون فداءً لهذا الوطن العظيم استطاعوا قهر ذلك النظام المستبد ودحر كل فلوله إلى غير رجعة،وكل مانعيشه اليوم ليس إلا امتداداً لما حققته الثورة المجيدة وحققه الثوار الأبطال الذين استشهد منهم الكثير، وبقي أيضاً المناضلون العظماء وعلى رأسهم فخامة المشير/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله، فهو الرجل الذي استطاع مواصلة عطاءات الثورة وتحقيق التنمية الشاملة في شتى المجالات. إن ثورة سبتمبر هي ثورة العطاء والإرادة حيث تمثّلت عطاءاتها في العديد من المجالات وأهم مجال بناء الإنسان اليمني الذي أصبح حراً في شخصيته وفي تعاملاته بل حتى على المستوى السياسي أصبح من حقه أن يرشّح نفسه على مستوى المجالس المحلية والنيابية بل حتى أيضاً على مستوى رئاسة الجمهورية ، ومن حقه أن يختار من يشاء لتمثيله أيضاً، فالفضل في ذلك يعود لله أولاً ثم لما بذلته قيادتنا السياسية الحكيمة برئاسة المشير/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله،وهنا يجب أن لانغفل شيئاً مهماً من باب الوفاء للقائد حيث أستطيع أن أجزم ويُجزم الجميع بأنه هو القائد الذي تحقق على يده استقرار يمننا الحبيب بتحقيق جميع أهداف الثورة اليمنية التي سيخلّدها التاريخ له في أنصع صفحاته. إنني ومن خلال هذه السطور سأبينّ عظمة الإنجاز التي تحقق من خلال أهداف الثورة اليمنية الخالدة، فلو نظرنا إلى الهدف الأول من أهدافها لوجدنا أننا قد تحررنا التحرر الكامل من الاستبداد في ماكان يسمى بشمال اليمن، والاستعمار البغيض ومخلفاته في جنوب الوطن،و أزيلت كافة الفوارق والامتيازات بين الطبقات والتحم كل الشعب ببعضه فليس هناك طبقية أومناطقية أومذهبية بل قد أصبح كل من يدعو إلى ذلك منبوذاً. أما الهدف الثاني فقد تحقق من خلال بناء جيش قوي يقهر كل من يتربّص بالثورة ومكتسباتها ويرد كيد كل العابثين إلى نحورهم فهو صمام أمان الثورة وكل المكتسبات وبه يفخر كل مواطن يمني . أما الهدف الثالث فقد تحقق من خلال النهوض الاقتصادي على كافة المستويات حيث تم استخراج النفط والغاز ودعوة المستثمرين للاستثمار في بلادنا والتوجه نحو إنشاء المدن الصناعية وتصدير المنتجات الزراعية وغير ذلك،واجتماعياً وسياسياً وثقافياً: من خلال إزالة كل القيود التي كان يفرضها ذلك الحكم الإمامي البغيض، فأصبح للمواطن اليمني حرية الانتماء السياسي وحرية الرأي والتعبير من خلال العديد من المنابر والدليل هو وجود العديد من الصحف والمواقع الالكترونية الرسمية والحزبية والأهلية، كذلك وجود العديد من المنظمات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية،وقد أصبحت لغة الحوار هي الأساس في كل الأحوال. أما الهدف الرابع فقد تم تحقيقه حيث أصبحنا مجتمعاً ديمقراطياً بإرادتنا ولم تُفرض علينا الديمقراطية من أحد. أما الهدف الخامس فقد تحقق في الثاني والعشرين من مايو1990م حيث تحققت الوحدة اليمنية على يد القائد الوحدوي المشير/علي عبدالله صالح حفظه الله ، ودافع عنها مع كافة أبناء الشعب في صيف 1994م وانتصرت إرادة الشعب والقائد في السابع من يوليو1994م وتم دحر الخونة إلى الأبد. أما الهدف السادس فقد تحقق أيضاً من خلال احترام اليمن لكل المعاهدات والمواثيق الدولية،و بتوقيعها أيضاً للاتفاقيات سواء في إطار منظمات أوعلى الصعيد الثنائي بين الدول،و قد أصبحت بلادنا تحتل مكانة خاصة بين كافة الدول والشعوب من خلال مواقف القيادة السياسية الحكيمة الداعمة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وقول الحق دون الخشية من أحد. لقد تعرّضت الثورة اليمنية للعديد من المؤامرات حيث عمد بعض الخونة من أصحاب النفوس المريضة إلى محاولة إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء من خلال الدعوة إلى إعادة الوطن إلى ماقبل السادس والعشرين من سبتمبر 1962م من خلال إثارة الفوضى والفتنة والقلاقل ورفع السلاح في وجه أبناء قواتنا المسلحة والأمن،وقد استطاعت قواتنا المسلحة والأمن دحرهم وتلقينهم دروساً لن ينسوها، فشعبنا محروس بعناية الله سبحانه وتعالى ثم بجهود أبطالنا الشرفاء من أبناء قواتنا المسلحة والأمن، لذلك لن يفلح أصحاب النظارات السوداء الحاقدون على الوطن والذين تغيظهم كل الإنجازات العظيمة والعملاقة التي تحققت، وبإذن الله سيظلون أقزاماً مهما تطاولوا بأيديهم وبألسنتهم وأقلامهم على رموز الوطن والثورة والوحدة والجمهورية وأقول لهم: موتوا بغيظكم! إن احتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية هذا العام تتزامن مع العديد من المناسبات الغالية على قلوبنا كمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس المؤتمر الشعبي العام حزب الشعب والوسطية والاعتدال،و كذلك ذكرى مرور عام على الانتخابات المحلية،والانتخابات الرئاسية التي نتج عنها فوز فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح،و تم قطع شوطٍ كبير من تنفيذ برنامجه الانتخابي«يمن جديد.. مستقبل أفضل» في شتى المجالات وعلى وجه الخصوص تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد التي يعوّل عليها الكثير بأن تقوم بمهامها الوطنية ضد كل المفسدين،والخطوات النهائية لتشكيل هيئة المزايدات والمناقصات الحكومية،وتوجيهات فخامته بتخصيص مبالغ مالية كبيرة لمكافحة البطالة ،وإعادة تفعيل قانون خدمة الدفاع الوطني،والتوجه الحقيقي الصادق لتنفيذ قرار منع حمل السلاح، كما أن أعياد الثورة تتزامن هذا العام مع شهر رمضان المبارك حيث وجه فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله بتحويل مخصصات المآدب والأمسيات الرمضانية التي تقيمها رئاسة الجمهورية في جميع المحافظات لصالح الفقراء والمحتاجين،وهذه لفتة إنسانية كريمة قوبلت بارتياح كبير من كافة أبناء الشعب . أخيراً ونحن في هذا الشهر الكريم نسأل من الله العلي القدير أن يحفظ لنا وطننا وأمننا واستقرارنا وأن يزيل كل دعاة الفتنة والفوضى وأن يفضحهم. [email protected]