بالتأكيد : عيدكم سعيد.. سأعقد معكم صفقة رابحة هذه المرة: أنا عليَّ «العيد»، وأنتم عليكم «سعيد». وليكن أي سعيد، لابأس ليكن سعيد وكفى، إن شاء الله حتى «سعيد اليهودي»! المهم سعيد. منذ متى وهذا العيد يذهب ويعود، ويعود ويذهب.. ولا يأتي معه سعيد؟!حتى أن الناس لم يعودوا يهتمون بسعيد هذا، لكثرة ما غاب وتغرب في البلاد. يقولون لك: عيد سعيد.. أنا أعرف أنه عيد، لكنني لا أعرف - ولا أظنكم تعرفون - أكثر من ذلك « سعيد» أم «مكرد» أم غيرهما! لم يعد للعيد معنى إلا أنه يحافظ على دوامه السنوي في اليوم المعلوم كالتزام وظيفي، ربما أكثر منه أي شيء آخر.. ويظل الأطفال وحدهم المحك العملي والحقيقي لاختبار بقية معنى يحافظ عليه العيد. العيد، يعني الكسوة، والثياب الجديدة، والجعالة، والألعاب، وعسب العيد ... و..و .. مما يفهمه الصغار.. ودعك من الكبار الآن، فلم يعد الأمر مهماً بالنظر إلى هؤلاء - إلا «الكبار» الآخرين!! كيف نقنع صغارنا بأنه العيد؟ وثانياً كيف نقنعهم بأنه - أيضاً - سعيد؟! يعني .. ليس فقط «فاضي»، بل «وزاد تجنَّن»! أنا أيضاً أجد العيد مناسبة جيدة لاستعادة كفاءتنا الآدمية وتذكر إنسانيتنا التي طمرتها الأيام والأحزاب والصحافة والإدارات المالية والمؤجرون وأصحاب الوجوه الكارثية من كل نوع وشكل. وهي مناسبة للتواصل مع الناس والمعارف - أقله ب «عيد سعيد». فقط: لا أجد ما يحملني أكثر على الكذب وإضافة سعيد الغائب إلى العيد. حسناً: سأقول لكم: «عيد...» يتيم ليس له والد ليضاف إليه. وقد قيل قديماً: «العيد عيد العافية». ليكن - إنما جدتي - يرحمها الله كانت تقول: «العافية تشتي حسوك»! شكراً لأنكم تبتسمون.