إذا كان لديك ثلاثة أطفال فأنت سعيد، لأن المعاش سوف يكفي وبالكاد لكسوتهم، ودعك الآن من حديث الإيجار وأم العيال وجعالة العيد ومصاريف العيد وما بعده، المهم أن يحصل الصغار على حقهم في أن يلبسوا بدلات جديدة يوم العيد!. أما إذا كان لديك خمسة أطفال بالصلاة على النبي فأنت ممن يستحقون إعفاءً لمدة سنة من دفع فواتير الماء والكهرباء بقرار حكومي لم يصدر بعد ولن يصدر قبل طلوع الشمس من مغربها.. وعاده مدري؟!. صحيح أن الكهرباء «ما هليش» إلا ربع، وصحيح أن المياه تزور حنفيات منزلك الإيجار بالطبع مرة في الاسبوع، تقديراً على ما يبدو للشئون الأسرية الخاصة مساء الجمعة!. ولكن فواتير الكهرباء لا تعرف أن الكهرباء في إجازة، ودائماً تصلني فاتورة الكهرباء ممهورة بالختم الأحمر والمميز بمقص فاتح فاه وعبارة «إنذار بفصل التيار» مع أن المبلغ ألفا ريال أو أقل، لأنني مواطن صالح ابن صالح وابن الصالحين الذين يحرصون على طاعة الدولة والدفع ما عليهم من فواتير شهرية؛ ولم أراكم شهرين أبداً!. وتسمع عن أشخاص لم يرهم الله أو أحد من خلقه يسددون فواتير الكهرباء منذ كانت الكهرباء وكانوا، ومع ذلك لا أحد ينذرهم بفصل التيار.. وكلها أرزاق!!. وكذلك الأمر بالنسبة للمياه، إلا أن المواطن الصالح شعاره دائماً «إفعل ما تؤمر وكن من الصالحين» والزم الصمت والاستغفار. ما علينا.. لنعد إلى العيد وكسوة «الجَهَّال» بفتح الحاء وليس بضمها، لأن الجُهَّال هم أكثر عباد الله في هذه الأيام السيئة حظوة وسعة في كل شيء؛ من الرزق وحتى آخر القائمة الطويلة!. قلنا ما علينا، لنقل كسوة الأطفال، ولن يعدم أحدنا سبيلاً للوفاء بواجباته والدخول في ستر الله وتحت رداء العافية، والعيد قالوا عيد العافية. ما باقي معانا إلا العافية، وليتها كذلك بالفعل، لأنهم قالوا أيضاً: «العافية تشتي حسوك»!!.