ومن الذي قال:إن الطبل في كوكبان لا يثير الرغبة في رقصة صاخبة في ذمار.. هذا عن الطبلة والبرعة فكيف عندما يتصل الأمر بما هو مأساوي مثل حفاظنا على ظاهرة مجانين الشوارع.. أمس قرأت خبراً قادماً من تعز جدد شيئاً وعقم بعضاً من جرح كنت قد نسيته حينما تعرضت لمطاردة ماراثونية من مجنون يستل صميلاً.. جرت الحادثة ذات صباح في صنعاء فدفعتني للتضامن والاهتمام بجهد في تعز.. مستشفى الأمراض النفسية والعقلية في محافظة تعز وإدارة أمن المحافظة ينظمان حملة لجمع مجانين الشوارع وإيوائهم في المستشفيات.. فكرة ممتازة وقرار حكيم يخفف من الظاهرة المأساوية لمواطنين يعيشون أوضاعاً بائسة توقعهم في الأخطار ويلحقون الأذى بالمرأة والطفل وكل من يمشي في الشارع.. ظاهرة المجانين خطيرة واستمرار بقائهم في شوارع المدن مسيء لوظيفة الدولة والمجتمع.. ومن أبسط الأدلة على أننا لانزال أحياء أن تسارع كل محافظة لالتقاط الفكرة فتعمل على جمع المجانين وترتيب نُزُلهم وعلاجهم والتخفيف من أوجاع وأخطار لا يدركونها.. وسيكون أمراً مفجعاً لو يمر أسبوع قبل أن يلتقط آخرون الفكرة في كل محافظة.. ذلك أن جمع المجانين وإيواءهم هو فعل وطني وديني وإنساني، التخلي عنه موقف مقيت.. ثم إنه لا أحد منا يضمن أن يكون أو أحد عزيز عليه بعيداً عن انهيار شامل في أعصاب أو حريق مدمر في دماغ.. أرجو ألاّ نكون أدعياء عقل فنصبح أكثر جنوناً..