من أقبية الغياب ينسلون، وفي رحم الخطيئة يوغلون رؤوسهم إنه التحالف مع الشيطان، والذي شيء ليومه أن يتقاطع مع يوم عظيم، يوم سطر فيه اليمنيون ملحمة النضال ضد المستعمر البريطاني، مع الاحتفاظ بأنفاس المرحلة ورجالها. هكذا التاريخ يبقى شاهراً نفسه وعلى أكفه تتأرشف الهامات الوطنية في أضابير الخلود. ففي الأمس توحد اليمنيون لإخراج المستعمر من جنوباليمن، بينما اليوم نجد هناك من يجتمعون تحت راية عمية شعارهم النيل من الوطن واستقراره، إنها عبثية الأوزون التي نتج عنها تبخر الرؤى الوطنية لدى أئمة المعارضة لتفقد المسالك بوصلتها أمام مساراتهم السياسية، حتى أن عقارب الزمن تصفدت بانتظار موجتهم الضالة التي تبحث عن الارتطام بكبرياء الإنسان اليمني. هكذا يحدث عندما تغيب الحكمة حتى أن هذه الأسطر تستنكف أى تفسير لما تقوم به المعارضة، عدا العبث برفات الموتى أولئك الذين أحيانا مماتهم، أولئك الأجداد الذين آمنوا بإخلاص وحكمة، لقد صبأت المعارضة عن ما آمنوا به وهاهم اليوم يعبثون بحرمة معتقداتهم التي أقرتها السماء، إنه الاعتداء على الماضي والحاضر والمستقبل. فما عسانا أن نقول لهذا الوطن المستغرق بالكبرياء، كيف نفسر له ما تقوم به المعارضة، وهل نستطيع أن نقول له بأن هؤلاء «يمنيون؟!!» «الله أعلم»! استطيع القول للمعارضة: عنكم استقالت الحكمة اليمانية جهراً يا من تسعون لوأدها سراً. عنكم تتبدى الملامح الحقيقية، يا من تجملتم بمساحيق الوطنية. في الثلاثين من نوفمبر سنحلق بأجنحة الشهداء فخراً. في الثلاثين من نوفمبر سنحتفل بمآثر الأجداد. في الثلاثين من نوفمبر سنرفع رؤوسنا عالياً، فماذا أنتم صانعون يا بني «نعامة». الويل لكم من لعنة التاريخ كيف ملكتم الجرأة من اختيار هذا اليوم المقدس إلى يوم ترفعون فيه شعارات الخطيئة. اعتقد أن على القيادة السياسية أن تتواجد في البطين الأيسر من اليمن في مدينة عدن. وأن تحرص على أن يكون يوم الثلاثين من نوفمبر كما أراده الأبطال، كما أراده الشهداء، كما أرادته السماء إيوان شموخ على رؤوسنا جميعاً.