يسهم فن الكاريكاتور بنشر الوعي من خلال تضخيم الأخطاء وإظهار العيوب الاجتماعية. ولقد يتعرض رسام الكاريكاتور للاعتداء، وربما الاعتداء الأثيم بالقتل والسجن والمساءلة، أشهرهم ناجي العلي وطوغان وحامد وبهجت ومصطفى حسين وبهجوري وعشرات آخرون!!. وأجدها مناسبة للتعبير عن سعادتي بهذا الفن الذي يزدهر في بلادنا على أيدي شباب لا أعرف إن كانوا قد تأهلوا أكاديمياً لفن الكاريكاتور "محمد الشيباني والمحاقري والبدوي" وهذا الذي أود أن أراه لأبارك له نبوغه رشاد السامعي؛ ورجائي أن يقوم الأستاذ الشاب الفنان سمير اليوسفي بابتعاثه على حساب «الجمهورية» ليتتلمذ على ما بقي من رواد الكاريكاتور في بلد مثل مصر، فهو فنان واعد استطاع أن يعبر عن هموم «الجمهورية» التي عملت وتعمل جاهدة أن تكون معبرة عن لسان أبناء اليمن. كما أهيب بالصديق الأستاذ علي الرعوي أن يقوم بابتعاث المحاقري وزملائه للتأهل الأكاديمي. إن الرسم بالريشة تعبيراً عن المجتمع سلباً وإيجاباً جزء من مهمة الفن، وشق من رسالة العلم. وفنان الكاريكاتور ربما لا يقل أهمية إن لم يكن هو الأكثر قدرة على التعبير بما يعتمل في صدور الناس، ليس ذلك وحسب وإنما الأكثر قدرة على الأخذ بيد المجتمع نحو النهضة والتقدم والرخاء. وفنان الكاريكاتور بما هو عليه من قدرة على التكثيف والتركيز قادر على إيصال الرسالة إيصالاً مباشراً بواسطة الفن الذي يخاطب الإحساسات خطاباً مؤثراً، ولذلك فهو في أمسّ الحاجة إلى مساحة حرية أوسع. كما أن فنان «الكاريكاتور» قادر على «التزويغ» من مراقبة الرقيب بواسطة «الخطوط» التي تذهب مذهب التأويل والتورية، ليكون الكاريكاتور قادراً على استيعاب أكثر من معنى!!.