أتابع بإعجاب إبداع رسامي الكاريكاتير في صحفنا اليمنية ك«الرضي» و«الشيباني» من قبل و«المحاقري» الآن في «الثورة» و«عارف البدوي» و«رشاد السامعي» في «الجمهورية» الغراء. فالإبداع اليمني ليس في مجال الكاريكاتور؛ ولكن في مجالات كثيرة لا تقل عن الإبداع في أي مكان في العالم. ولكن ربما لأنا متواضعون لا نتكلم عن أنفسنا كثيراً، أو لأنا أمة مصابة «بمرض الحسد» نغفل إبداعات غيرنا، أو لأنا لا نقدر هذه الإبداعات ولدينا الإمكانات لا نتحدث عنها ولا نشجع أصحابها على العطاء أكثر. إن لكل فنان مبدع في فن الكاريكاتور نكهته الخاصة، وإن كان المشترك الجامع بين هؤلاء المبدعين هو التبرم من الحياة والشعور بالإحباط العام. إن فن الكاريكاتور في الأساس يقوم على الإيحاء الاجتماعي أفراداً وجماعات، ويتعمد إظهار العيوب بالدرجة الأولى؛ باعتبار أن الفنان يطمع أن يتحقق الكمال على الصعيد العام، فهو يريد أن يتتبع العيوب قدر الإمكان ليسد أي عيب أو ثغرة. وأتابع بإعجاب هذا الفنان الشاب "رشاد السامعي" الذي يتلقف مشكلات المجتمع باهتمام، وينسجها فناً خالصاً ممتازاً يسيغه عشاق الفن، ومحبو الجمال. ولا شك أن رسماً كاريكاتورياً يفعل في الوعي أكثر مما تفعله مقالة، فهو يفضح السلبيات ويتتبع العثرات كي نتلافاها ونطرحها وراءنا فلا نلتفت إليها لأنها تصبح في إطار الماضي البغيض. وأتمنى على الأستاذ القدير والصحافي المتميز المبدع سمير رشاد اليوسفي أن يخصص منحة للفنان رشاد السامعي وأخرى للفنان عارف البدوي، منحة فنية أكاديمية ليواصلا رسالتهما الفنية بنجاح وأكثر منهجية وأكاديمية. إن رشاد السامعي فنان بحق متميز.