أهل التربية يهملون حصة الألعاب.. ولو أنصفوا أنفسهم وطلابهم لجعلوها الحصة الأهم والمقرر الأكثر فائدة وتنشيطاً بما ينعكس على الطلاب بصورة إيجابية تنشط لديهم قابليات التعلم والرغبة في استعادة الحافزيات الأساسية للتحصيل المتجدد. بات التعلم من خلال اللعب واحدة من أهم وأنجع استراتيجيات التربية والتعليم وخصوصاً في المراحل الأولى من الدراسة أو حتى ما قبل المدرسة في البيت والأسرة. وتعتمد المناهج والطرائق التربوية الحديثة على تقنيات بسيطة، ولكنها فعالة وعظيمة الفائدة.. ويدخل في هذا الإطار اللعب بأنواعه. ما من شيء يمكنه أن يكسر رتابة التلقين وجمود اليوم المدرسي أكثر من فكرة الترويح عن النفس وإدخال السرور إلى المتلقين عبر حصة واحدة تخصص إما للعب أو للرسم أو الموسيقى. ثبت عملياً وعلمياً من خلال دراسات وبحوث متراكمة أن التعلم من خلال المشاركة واللعب والمهام الجماعية في الصف يعد من أخصب أساليب التعلم الكمي والكيفي معاً. وأن تخلو مدارسنا والجدول الدراسي طوال الأسبوع من حصة ألعاب أو رسم يعني أن المدرسة فقدت القدرة على الاجتذاب والإمتاع وتكاد تصبح سجناً واسعاً للتلقين وبداخله فصول أو سجون أصغر لا يعرف الطالب والطفل متى يغادرها؟ غير عابئ بالدرس والمدرس! فلسفة التربية ينبغي أن تتقوم.. ومعها ينبغي أن يتقوم المنهج والمدرس وأسلوب التدريس.. وحتى البيئة المادية والبصرية التي توفرها المدرسة من الداخل. اليوم لم يعد كتاب المنهج والحصة مهماً بقدر أهمية الألعاب الالكترونية والاتاري في إقناع الطالب وإمتاعه واستقطاب اهتماماته نحو عوالمها المدهشة. وما لم تفلح المدرسة في مغادرة صفوف الأمية التقليدية في التعليم فإنها لن تظل على الدوام صاحبة أولوية في الحياة المتبدلة والمتطورة. شكراً لأنكم تبتسمون