العنوان أعلاه ليس شعاراً لمدرِّسين مُضربين عن التدريس حتى تتحقق مطالبهم.. وإنما هو الواقع الذي يفرض نفسه كلَّ يوم بقوة وهيمنة وزارة التربية.. هذه الوزارة التي انعكست مهمتها فصارت تنشر الجهل والأميَّة بين صفوف الطلاب، بدءاً من المناهج الرديئة ومروراً بتكريس ثقافة الحفظ والتلقين.. هذه الثقافة التي تجعل الطالب شبيهاً بالببغاء الذي يكرِّر الكلام وليس في رأسه شيء.. ولا ينتهي الأمر عند تعيين مدراء مدارس معظمهم فاشلون لا يستطيعون إدارة بوفيه فكيف بإدارة مدرسة، وكذلك المدرسين الذين يجهلون "ألف باء" التعامل مع الطلاب.. إذ إن بعض هؤلاء المدرسين يتعاملون مع الطلاب كما يتعامل المهرِّبون مع الأفارقة الذين يقومون بتهريبهم من جيبوتي والصومال. حين لا تعرف وزارة التربية ما معنى غياب حصة الرسم وحصة الموسيقى، فهذا يعني أنها تجهل ما معنى أن يتخرَّج هذا الجيل من الجامعات دون أن يكون في جدوله المدرسي شيء اسمه رسم أو موسيقى أو ألعاب.. وكأن وزارة التربية- بغياب هذه الحصص، وغياب المنهج الذي يحترم العقل، وغياب المعلِّم الذي يحترم العلم- تتعمَّد أن تصنع جيلاً خاوياً ليكون فريسة سهلة لاستقطاب أصحاب الفكر الجهادي والتكفيري.. ولن تكون هناك نتيجة سوى هذه. مؤخراً سمعنا أن وزارة التربية تريد نشر الحجاب الإسلامي بين طالبات المدارس، انطلاقاً من أيديولوجيا وتوجُّه حزبي.. تجاهلت الوزارة مسألة رداءة المنهج وعدم وجود مدرسين أكفاء، وركَّزت على مسألة الحجاب.. رغم أنه مسألة شخصية ولا علاقة له بجودة التعليم!! هناك أشياء أهمُّ من الحجاب يا وزارة التربية..فما يزال الأطفال يجلسون على الأرض ونحن في القرن الحادي والعشرين.. ويجدر بالوزارة أن توفر الكرسي والمنهج والتعليم الجيد، أو ترتدي الحجاب والنقاب خجلاً من هذا الفشل الذي يلازمها، حسب قول الصديق ضرار الطيب.