يغدو اللعب حقاً شرعياً من حقوق الأطفال لتنمية قدراتهم الذهنية وتهذيب أخلاقهم وأفكارهم ومشاعرهم أيضاً. لذا وجب على الآباء والمربين مراقبة طرق ونوعية الألعاب التي يمارسها أطفالهم وتلاميذهم.. وتوجيههم متى لزم الأمر. في الماضي كنا نلعب ألعاباً كثيرة على مرأى أهالينا، وحتى في المدرسة كان المعلمون يرشدوننا إلى ألعاب معينة نمارسها تحت إشرافهم. مثل: الجري، لعبة الحبل.. « التبارة» و« حبس أمان» والاستغماية وإن كانت هذه الأخيرة ممنوعه أن تلعبها الفتيات مع أقرانهن الأولاد.. ؛لأن ذلك يعد عيباً نعاقب عليه..!! ماجعلني أتحدث عن هكذا موضوع هو انتشار لعبة «القمار» أو «الميسر» بين الأطفال وطلاب المدارس في الحواري جهاراً نهاراً على مرأى ومسمع الأهل والجيران والمارة، دون وجود أدنى اعتراض أو نقد أو استنكار.. إن لم يكن من باب الحلال والحرام فمن باب الخطأ، من باب الخوف على أخلاقيات وسلوك أبنائنا.. في الأسبوع الماضي مررت بمجموعة فتيان يلعبون القمار، ويرمون «الأفلاس» على الأرض وكأنهم يرمون «الزراقيف» سألتهم «ماذا تلعبون قمار»؟! أجاب أحدهم لا.. نحن نلعب. قاطعه زميله قائلاً: «أيوه نلعب قمار». أخبرتهم أن ذلك حرام . عادي ياأستاذة مش هو حرام ولا شيء!! هنا فقط يحق لنا أن نتساءل: أين دور الآباء والأمهات؟ ماهو مفهوم التربية والتنشئة السليمة لديهم؟! على ماذا يربون أبناءهم وهل هناك أدنى مراقبة من قبلهم..؟ وإن غاب دور الأب والأم في خضم الجري وراء لقمة العيش ومصارعة الدنيا من أجل الحياة.. فأين دور المعلم؟! المعلم الذي بنى فينا في الماضي أكثر مما بنى آباؤنا وأمهاتنا. أين المعلم المربي ؟ المعلم القدوة المؤثرة؟ أم أن دور المعلم غاب مع غياب الكفاءات السودانية والمصرية التي تربينا على أيديها حين كنا لانزال في طور صناعة المعلم. لماذا فقدت القدوة وفقدت هيبة المعلم حين صار الكادر التعليمي في مدارسنا «بلدي» %100 سؤال يطرح نفسه علينا كل لحظة ويبقى الهروب منه أمراً مخجلاً ؛ لأنا نقرأه في ملامح جيل كامل، جيل نعقد عليه، آمال «وطن»!! أعتقد أن مواجهة الخوف السؤال مرة خير من الخوف الهروب الدائم