جميعنا يدرك أن اليمن ملك كل اليمنيين وليس ملك فئة أو حزب أو أشخاص ولايستطيع أحد مهما كان موقعه أو مكانته ادعاء ملكيته للوطن أو أن بناءه وتقدمه وازدهاره حكر عليه أو على جماعته أو حزبه لأن كل أبناء الوطن شركاء فيه وتلك حقيقة مؤكدة لا جدال فيها ومن هذا المنطلق كانت دعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في كلمته التي ألقاها في المهرجان الكرنفالي والشبابي الذي أقيم في عدن يوم 29 نوفمبر الماضي بمناسبة العيد الأربعين للاستقلال الوطني والتي وجهها لكافة الرموز الوطنية الذين لايزالون يعيشون في الخارج بالعودة إلى الوطن مجللين مكرمين ولم تكن هذه الدعوة ناتجة عن حماس اللحظة التي أعلنت فيها أو أنها أتت من فراغ وإنما هي امتداد للنهج المتسامح الذي ارساه فخامة الأخ الرئيس منذ توليه قيادة البلاد حيث عمل على ترسيخ ثقافة التسامح والحوار كمبدأ أساسي لحل كافة المشكلات والخلافات. نتمنى أن يستجاب لهذه الدعوة ويعود الجميع إلى الوطن لأنه لم تعد هناك أية موانع لعودتهم خصوصاً أولئك الذين صدرت في حقهم أحكام قضائية حيث تم اسقاط تلك الاحكام وصدر العفو على الجميع دون استثناء وقد عاد البعض منهم معززين مكرمين ويمارسون حياتهم الطبيعية مثلهم مثل كل أبناء الوطن اليمني. وقد أكد فخامة الأخ رئيس الجمهورية أن الوطن يتسع للجميع وإذا أرادوا أن يمارسوا العمل السياسي فمن حقهم ذلك وفقاً للدستور والقانون من خلال الأحزاب الموجودة أو تأسيس أحزاب جديدة وفقاً للدستور والقانون. نتمنى أن يستجيب الجميع لفتح صفحة جديدة والعمل على إزالة مخلفات التشطير ورص الصفوف وتكاتف الجهود لبناء اليمن الجديد وتحقيق النهوض والنمو والتطور والازدهار. نتمنى أن يستجيب الجميع لدعوة الرئيس للحوار الوطني حول كافة القضايا الوطنية والكف عن التمترس والتعصب والإصرار على الرأي الواحد لأن ذلك يلحق الضرر بالوطن ومصالح الشعب.. ومعالجة القضايا والمشكلات لاتتم عن طريق إثارة الزوابع وافتعال الأزمات ولا عن طريق المظاهرات والمسيرات والاعتصامات وإنما عبر الحوار الوطني الواعي والمسئول ووضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية. نتمنى أن يراجع الجميع مواقفهم وحساباتهم ويثبتوا مصداقيتهم تجاه الوطن والشعب من خلال الكف عن الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي تزيد من معاناة الناس وتضر بالمصلحة الوطنية العليا وتعرقل مسيرة البناء والتنمية. نتمنى من أولئك الذين لازالت تراودهم أحلام الماضي التشطيري أن يتخلوا عن أحلامهم تلك لأنه لايمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تعود عقارب الزمن إلى الوراء فوحدة الوطن والشعب اليمني راسخة رسوخ جبال اليمن ولن تستطيع أية قوة مهما كانت النيل منها لأن الشعب كل الشعب اليمني هو الحامي والحارس لها ولن يفرط بها مهما كان الثمن. إننا نتطلع إلى مستقبل أفضل لأبنائنا وهذا لن يتحقق الا بتكاتف جهود كل أبناء الوطن سلطة ومعارضة أفراداً وأحزاباً كلٌ من موقعه فبناء الوطن وتقدمه وازدهاره ليس حكراً على أحد دون سواه. فهل آن الأوان أن يتخلى أولئك المشدودون إلى الماضي عن أحلامهم وأفكارهم الماضوية ويسيروا في ركاب مسيرة الشعب ويتطلعوا إلى المستقبل المشرق ويكونوا شركاء في البناء والتنمية وتحقيق المستقبل الأفضل.. نتمنى ذلك