قد لا يصدق أحد إن قلنا إننا ربما نعيش في كوكب آخر من هذا الكون الذي يعيش فيه كثير من الشعوب والأمم المختلفة.. بأجناسها وأعرافها وأديانها المتعددة والتي دائماً ما تكون أوضاعها المعيشية والاقتصادية مستقرة إلى حد ما.. وأن اختلف الأمر من بلد إلى آخر.. إلا أنها تكون في الحد المعقول من أحوال شعوبهم..ودون إجحاف أو مغالاة فيها.. وليس بالصورة التي نحن نعيشها حيث لم يمض من العام الجديد، سوى بضعة أيام، حتى انبرى التجار لرفع أسعار كافة المواد والسلع الأساسية وغيرها ودون أن تكون هناك مبررات واضحة لذلك.. اللهمَّ الا المزاجية والتلاعب وعدم الاكتراث، من فعل أي شيء من فعل أولئك التجار.. وأصحاب المصالح، وإن كان على حساب شعب ووطن بكامله ولقمة عيش الآخرين، من أبناء هذا الوطن الطيب والذين حقاً أضحوا غير قادرين على مجاراة التجار وجشعهم والارتفاعات المستمرة في أسعار المواد بمختلفها..لأنه من غير المنطقي أن ترتفع الأسعار فجأة.. وبهذه الصورة المباغتة. وهو ما يتطلب من الأجهزة المعنية الوقوف بمسؤولية ازاء هؤلاء المستهترين الذي يتلاعبون بقوت الشعب خصوصاً وأن الحكومة قد اتخذت إجراءات فاعلة لحماية المستهلك وتم إلزام التجار والمستوردين بعدم رفع الاسعار دون إحاطة الحكومة بكامل الأسباب والمبررات وبما يمكنها من التدخل لحماية المستهلك وكذا اطلاعه على مبررات الزيادات السعرية في المواد الغذائية..حتى يكونوا على بينة من أمرهم، لكن أن تظل الأمور متروكة على هذا الحال.. فهذا باعتقادي لا يُسر أحداً منا.. لأن من يقوم بهذا العمل.. لا يعير القانون ولا الجهات المعنية بالأمر أي أهمية.. لأن من يهن عليه لقمة عيش الغلابى يهن عليه وطنه في نهاية المطاف، فالأجدى بأولئك الأشخاص الذين يتلاعبون بالأسعار أن يدركوا عواقب ما يفعلون قبل أن يقع الفأس بالرأس.