كيف يمكن للصحافة أن تقدر جهد المسؤولين.. هل بالمتابعة الخبرية اليومية لأعمال ذات طابع روتيني الأستاذ طلع الأستاذ نزل الأستاذ اطلع .. ؟ كثيرة هي الأسئلة التي تسير على نفس السياق الذي يتحول معه الإعلامي إلى طبل ووسيلته الإعلامية إلى مولد لا يهم إن كان صاحبه غائباً. أعرف.. مهمة الصحافة أن تقدر جهد المسؤول ،تتابع ما ليس روتيني وعادي من نشاطه خاصة ذلك النشاط المتصل برفع معاناة الناس.. حل مشاكل المواطنين.. ولكن.. من قال إن هذا هو حدود الدور أو كل ما يحتاجه المسؤولون من الصحافة. يمكن للصحافة أن تقدر جهد المسؤول الناجح حتى بالتنبيه إلى أخطائه ومظاهر القصور التي تعتور آداء الجهة التي يتشرف بقيادتها. المسؤول الناجح يحتاج لمن ينبهه إلى عيوبه حتى يعالجها وإلى قصور أداء العاملين معه حتى يلفت نظرهم إلى أنهم في المكان الخطأ.. وعليهم المسارعة لإصلاح أنفسهم هذا هو دور الصحفيين وهذا هو عملهم خاصة عندما يتعلق الأمر بمخالفات وأخطاء ترتقي لأن تكون بلاغاً لأجهزة المحاسبة. كل مسؤول بحاجة لأن يقرأ كل ما تكتبه الصحافة عن جهة عمله ؛ لأن الصحافة يمكن أن تكون مرآة تساعده على رؤية نفسه ورؤية من يعملون معه عبر مرآة مفروض ألاّ تكون محدبة أو مقعرة. بمقدور الصحفي المحترم أن يكشف المسافة الفاصلة بين تقارير «كله تمام يا فندم» وبين حقيقة نعرف بؤسها وصعوبتها وضيق الناس منها.