اصدر المجمع الفقهي الإسلامي في مكةالمكرمة قبل بضعة أشهر فتوى بإجازة زواج فريند أو ما يعرف بزواج الأصدقاء وقد أثارت هذه الفتوى كثيراً من الجدل والتساؤلات حول كيفية اكتمال هذا النوع من الزواج للأركان والشروط الشرعية ، زواج فريند يقوم على أساس أن تتنازل المرأة عن حقها في السكن والنفقة على أن تلتقي مع زوجها في بيت أهلها أو أهله في وقت محدد أسبوعياً أو شهرياً من أجل أن تعف نفسها من الوقوع في الخطيئة . كون السكن والنفقة ليسا من أركان الزواج التي هي الإيجاب والقبول والشهود والولي والإشهار لأن المرأة هي التي تنازلت عن حقها في السكن والنفقة مقابل أن ترتبط بعقد شرعي وبعلاقة زوجية كاملة وقد استدل مجيزو هذا النوع من الزواج بموقف أم المؤمنين سودة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام التي رأت أنها عندما تقدمت في السن وخافت أنها لا تبقى في عصمة النبي عليه الصلاة والسلام فقالت يا رسول الله ابقِ على عصمتك وأتنازل بليلتي لعائشة رضي الله عنها . هي هنا قد تنازلت بحق شرعي من حقوقها و كانت تعلم أن الإسلام يحث النبي عليه الصلاة والسلام على العدل بين زوجاته ، ولئلا يتركها على رغم من ذلك بادرت بالتنازل بحق من حقوقها وظلت زوجة النبي عليه الصلاة والسلام . مجيزو هذا النوع من الزواج يقولون انه سوف يقضي على كثير من المشاكل المترتبة عن طرق الزواج الأخرى غير الشرعية لأنه سوف يوفق بين الشاب والفتاة اللذين يرغبان في بعضهما بطريقة شرعية وبعقد شرعي مكتمل الأركان و الشروط وسوف يكون بعلم الأهل . إضافة إلى انه سوف يسهم إلى حد كبير في القضاء على ظاهرة العنوسة المنتشرة في الوطن العربي والإسلامي . يرد المتحمسون لهذا النوع من الزواج على من يقولون انه يخالف العادات والتقاليد في البلاد العربية أن العادات والتقاليد لا تؤثر على الفتوى الشرعية مادام لها نصيب من الأدلة الشرعية الواضحة فزواج فريند بالصيغة التي أقرها علماء ثقات مستندون إلى الكثير من الأدلة الشرعية التي تؤكد صحته لذلك لا داعي للتعليل بالعادات والتقاليد ويضيف مجيزو زواج فريند أن هذا الزواج يختلف عن زواج المتعة فهناك فرق كبير بينهما لأن زواج المتعة لا يترتب عليه حقوق شرعية للزوجة على الزوج لكن زواج فريند يترتب عليه حقوق شرعية مكفولة بنصوص العقد المبرم بينهما .. كل ما في الأمر أن تتنازل الزوجة عن حقها في السكن والنفقة مقابل أن تعف نفسها .