منذ عرفت نفسي وأنا أعتبر دولة الكويت وطني الثاني، وأحمل لها ولشعبها الشقيق كل الحب والمودة والتقدير، وأبناء اليمن جميعاً بفطرتهم يفخرون بأن بلادهم هي أصل العرب، وهم يعتبرون الشعب الكويتي امتداداً لهم. وهذه هي نظرة أبناء اليمن بصفة عامة لإخوانهم في دولة الكويت الشقيقة دون زيادة أو نقصان. وبكل صدق، فحين تعرضت الكويت للعدوان العراقي الغاشم عام 1990م كان أبناء اليمن الموحد جميعاً ضد انتهاك سيادة دولة الكويت وتشريد أهلها الطيبين، وكان حينذاك التوجه الرسمي لدولة الوحدة وكذلك الموقف الشعبي في بلادنا موقفاً رافضاً لذلك العدوان الوحشي. ولم يحصل أن تفوه مسؤول حكومي بكلمة مباشرة أو غير مباشرة تدعم وتساند ذلك العدوان الغادر الذي ترفضه كل الشرائع والقوانين والأخلاق الإنسانية. وأحتفظ شخصياً بارشيف صحفي لجميع الإصدارات التي كانت تصدر في تلك الفترة، وكان موقف اليمنيين قيادة وشعباً موقفاً أخوياً مشرفاً يرفض الاحتلال وفي الوقت ذاته يرفض التدخل الخارجي في المنطقة. وبصراحة فقد وجدت حينذاك بعض القوى الطامعة بثروة المنطقة وموقعها الجغرافي الوقت مناسباً لنفث سمومها وتمرير مخططها لتدمير البيت العربي الواحد، وهذا هو ما تم بالفعل، فقد عمدت تلك القوى إلى تشويه الموقف اليمني وكذلك تعكير صفو العلاقات مع الأخوة في دولة الكويت الشقيقة من أجل تمزيق الصف العربي وإضعاف دولة الوحدة اليمنية الوليدة والتي تم اعتبارها بداية لتحقيق المشروع الوحدوي العربي ونصراً لكل الوحدويين العرب وشوكة في عيون أعدائهم. إنني أعذر بعض الأقلام الصحافية في دولة الكويت الشقيقة لمواقفها غير المنصفة تجاه اليمن واليمنيين وهي بالفعل قد وقعت ضحية لتلك الاسقاطات التي خطط لها ونفذها الطرف «الثالث» الذي لا يريد للمنطقة برمتها العيش بأمن وسلام وطمأنينة. وأطلب فقط من أولئك المتحاملين على اليمن وشعبها أن يستخلصوا الدروس والعبر من الأحداث التي مرت بها المنطقة وأدعوهم لاستشراف الأفق ومايحيط بنا جميعاً من أخطار ومخططات حاقدة وطامعة، وستظل الكويت خارطة مرسومة في قلب كل يمني، وسيظل الإنسان اليمني وفياً لأخيه في دولة الكويت مهما تلبدت الغيوم وتوالت سحب الصيف المعتمة وهو على يقين بأن الليل مهما طال سيعقبه فجر صادق. فاسد مسئول ليس على مستوى الثقة التي منحت له.؛ لأن تعامله مع الناس يدل بوضوح أنه ليس أهلاً للموقع الذي أسند إليه. أشعر بأسف وحزن شديد حين أراه يقف حجر عثرة أمام تنفيذ المهام التي يجب على مؤسسته القيام بها. هذا «المخلوق العجيب» مكانه الطبيعي البيت وليس الوظيفة العامة التي يشغلها «خلصونا» من هؤلاء المعتوهين الذين يعانون تشوهاً في النفس والعقل والسلوك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.