في حديث شريف يوضح كرامة طالب العلم يقول عليه الصلاة والسلام «.....وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما صنع» الداخل إلى جامعة صنعاء وتحديداً كلية التربية سيقرأ نص هذا الحديث الشريف ولكن بالمقلوب معنى ومبنى..!؟ كنت أرافق صديقتي «الخريجة» في مشوار معاملاتها من أجل الإفراج عن شهادتها التي تؤكد أنها درست في جامعة صنعاء وتخرجت منها.. يبدو الخريج هنا ذليلاً وكأنه يتسول الشهادة ،ولكأنه لم يسهر لياليه، ولم يرهق جسده وذهنه ،ولم يتجرع ألم القدمين في مشوار الذهاب والإياب إلى الجامعة حين كان لايجد قيمة «المشوار» ولم يربط حزام الأمان المحتوي على حجرتين من أجل شراء «ملزمة» بدلاً عن وجبة إفطار وغداء،أو عشاء! الموظفون هنا يلبسون وجوههم بالمقلوب،ويحملون غضب العالم كله عليها،حتى إنهم على مايبدو نسوا كيف يبتسمون.. «ياأخي قلنا لك ارجع بكرة،وإلا أقول لك ارجع بعد شهر»! على الرغم من استحالة المقارنة والمقاربة بينهما.. موظف آخر يجيب عن تساؤل أحدهم..متى ستوقع أوراقه...فرد عليه «لما نروق عندك مانع»!! وقف أحد الخريجين يترجى أحد الموظفين أن يكرم أوراقه بتوقيعه وكأنه ختم النبوة ولكنه رفض. كان الطالب يتوسل إليه قائلاً لو سمحت ياأخ «والله عندنا موت لازم أسافر هو توقيع مش خسران شيء» صرخ في وجهه وهو يلوح بيده «والله هذه مشكلتك مش مشكلتي ،قلّك موت»...!؟؟ فمن غضب الموظفين غير المبرر، إلى الطابعة الوحيدة التي أكل الدهر عليها وشرب ونام،والتي لاتحتمل العمل بمفردها،حيث إن الطابعة الأخرى «معطلة» ولم يكلف أحد نفسه إصلاحها ،ودائماً ما يرجع الموظفون أسباب تأخر المعاملات إلى الطابعة...!! تخيلوا كلية التربية بجامعة صنعاء لاتحتوي سوى على طابعتين أو بالأصح طابعة وحيدة!!؟؟ ولكم أن تتخيلوا فرحة الخريج حين يتسلم شهادته ،ولكم أيضاً أن تتخيلوا صدمته حين يفاجأ أن الصورة الموجودة على الشهادة ليست صورته وهذا ماحدث لصديقتي،بينما الأخرى كانت شهادتها تحمل صورتها ولكن باسم مختلف..؟ ربما هي رؤية أخرى للجامعة أو رسالة لايفهمها إلا الأذكياء،مفادها «التغيير يحدث من هنا» فالطالب يدخل بصورته وباسمه ويتخرج بصورة أو باسم زميله!! والله سيكون مخيفاً جداً أن يتخرج الطلاب يوماً ما من الجامعة ،بصور الفراشين في الجامعة،أو المتسولين الذين يقفون على بواباتها أي يتخرج الطالب برتبة فراش أو متسول ..!؟ أعتقد أن هذا هو السبب الذي جعل اليمن في ذيل القائمة في التقرير الدولي الأخير حول التعليم في دول الشرق الأوسط...؟!! لاأعرف .. هل توجد رقابة ومتابعة للموظفين في الجامعة ،أم أن الأمر أوكل إلى الضمائر التي يبدو أنها في إجازة مفتوحة وطويييلة..!؟