قريباً تلتئم الاتحادات الطلابية للجامعات اليمنية لانتخاب هيئة مركزية تمثل كل طلاب الجامعات اليمنية.. ولأن طلابنا يمثلون جيلاً وحدوياً متميزاً فقد اختاروا يوم 27 أبريل موعداً لانتخاباتهم. لا شك أن هذا الجيل يحمل عقلية وفلسفة للحياة مختلفة عما يدور في رؤوسنا، لأن ظروفه، وخياراته، وطموحاته غير التي عشناها عندما كنا في مراحل تعليمنا الجامعي.. إلا أن ما يؤرق الكثيرين هو هل بوسعنا تفادي اقحام أنفسنا في شئونه، وخياراته.. أم أننا سنفرض أنفسنا وأفكارنا عليه، ونطالبه بأن يكون نسخة منا «طبق الأصل» وندعي أننا الأعرف والأحرص على مصالحه !؟ حتى هذه اللحظة أجد أن الأحزاب تحاول حشر أنوفها في كل شأن من شئون الحياة بما في ذلك انتماء معلمات رياض الأطفال، ودور الحضانة.. وهذا يعني أنها لن تغيب عن ساحة الحرم الجامعي خلال الأيام القادمة، وربما ستجد القيادات الطلابية نفسها ضيفاً مرغوباً ومرحباً في مقايل القيادات الحزبية الحاكمة والمعارضة.. فالسباق معهود في مناسبات كهذه رغم أن القيادات الطلابية لايروقها ذلك. ويبدو لي أن الاتحادات الطلابية يمكنها الانفلات من قبضة المقرات الحزبية فيما لو تهيأت لها مصادر تمويل ، وأمكانيات مما تحتاجه أي عملية انتخابية، لكن في ظل افتقار الاتحادات للحد الأدنى من الاحتياج فإن لا سبيل لأحدها غير طرق أبواب المقرات الحزبية، والامتثال لكل «التوجيهات العليا». ومن هنا أجد أن الاتحادات الطلابية بأمس الحاجة لرعاية الأخ رئيس الجمهورية.. باعتباره الأب الروحي للتجربة الديمقراطية في اليمن.. وبالتالي فإن احتضان الأخ الرئيس للقيادات الطلابية بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم من شأنه تنشئة جيل ثاني من أجيال الديمقراطية، يستحق الرهان عليه في رسم خرائط المستقبل اليمني الزاهر. من واقع مخالطتي لبعض القيادات الطلابية وفي المقدمة الأخ رضوان مسعود، رئيس اتحاد طلاب جامعة صنعاء وجدت ان هؤلاء الشباب يتمتعون بشفافية في العمل أكبر بكثير مما تعمل بها قيادات الأحزاب السياسية، كما أن عقولهم مفعمة بالأمل بالمستقبل على نحو مختلف تماماً، عن الاحباط الذي يتخم صدور قيادات بعض أحزابنا اليوم.. وهم بذلك يمثلون انموذجاً سليماً للبناء الديمقراطي لليمن. ففي تجارب كثير من الدول لعبت الاتحادات الطلابية أدواراً وطنية عظيمة سواء في تطوير الوعي الفكري والإنساني للمجتمع، أو في حماية البناء الوطني والانجاز الحضاري للدولة، لكونها نقية من التعقيدات النفسية التي انتجها الماضي، وحملناها معنا إلى مسرح عملنا السياسي الوطني.. وإذا لم يجد هذا الجيل الشبابي من يحتضنه في هذه المرحلة الحرجة من عمره فإنه بلا شك سيقع ضحية العدوى التي قد نصيبه بها بقصد أو بغير قصد. وبتقديري أن ما تحتاجه الاتحادات الطلابية لخوض تجربتها الانتخابية الكبرى هو ليس فقط رعاية رئيس الجمهورية ودعمه، وانما أيضاً رعاية أقلامنا لها، وتشجيع الكوادر الطلابية الناشطة على المضي قدماً في مشروعها الديمقراطي، وتعزيز ثقتها بنفسها، وبقدراتها على ترجمة تجربة رائدة في تاريخ الحركة الطلابية اليمنية.. وضرب المثل الأعلى في ترسيخ قيم الوحدة اليمنية تحت مظلة هيئة طلابية موحدة لكل الجامعات، في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية.