لابد وأن حملة جمع مليون توقيع والتي دشنتها أحزاب المشترك بتعز نهاية الأسبوع الماضي لرفض الجرعة سوف تدخل في قائمة المفقودات الكثيرة التي جمّعها هؤلاء خلال فترات متفاوتة بشكل منفرد أو جماعي ويتذكرها الناس جيداً. على الأقل هذه المرة فإن الجماعة لم يبالغوا في الطلب.. واقتصروا على التواقيع فحسب، وهذه أقل كلفة وأخف وزناً من سابقاتها المحفوظة في الذاكرة الشعبية. لقد جمعوا الأموال، والتبرعات، والأصوات، والجنائز، وخواتم الذهب وأشياء أخرى ثمينة وعزيزة، مرة باسم المجاهدين في أفغانستان، ومرة باسم كشمير وكوسوفو، وثالثة باسم الجمعية الخيرية.. أما أهمها وأطولها فباسم فلسطين. وعلى ذلك.. مليون توقيع ستكون ممكنة ومعقولة.. بل ويمكن لي أن أوقع لوحدي ألف مرة ولا أنا سائل! عادي، طالما والمشترك «دشن الحملة» فعلينا أن نجبر بخاطره. فقط، هل عدم هؤلاء عملاً يقومون به ورسالة يؤدونها إلا الضحك عن الذقون وممارسة البطالة المقنعة بالنضال وجمع التواقيع؟! الترقيع هو المعنى المقصود.. وليس التوقيع. وحدهم في المشترك يعرفون أن هناك جرعة سعرية جديدة، وعلى حكومة الدكتور مجور أن تصدق ما تقوله المعارضة من أن حكومته أقرت الجرعة في اجتماع لها برئاسته هو وإن لم يحضره أو تحضره الحكومة بكاملها! طالما وخطباء الإصلاح وصحفه وبيانات المشترك تقول إن هناك جرعة.. فالأمر على ما يقولون، وعلينا أن نستاء ونحتج ونكذب مع الجماعة ونخوِّف الناس من الجوع. بل وعلينا أن نموت جوعاً وخوفاً ومجاعة، كنتيجة لازمة عن الجرعة التي أعلنها اللقاء المشترك وحده، ويجب التضامن معه لإسقاط الحكومة التي تصر على رفض الجرعة ونفيها، وترفض مطاوعة المشترك والمطاوِعة في إعلانها وتنفيذها! اللعنة على الشيطان ومعاونيه من الجِنّة والناس، إنهم يكذبون ويزيفون ويخدعون الرعية والسكان.. ومع ذلك علينا أن نوقع لهم، أو نوقّع على صك بطالتهم. شكراً لأنكم تبتسمون